
رشدي أباظة
ويسألونك عن رشدى أباظة!
يخبرنى الصديق أحمد باشا عن سؤال الكثيرين عمن يكتب رشدى أباظة. نضحك يوميا عن كم التأويل والتفسير والاستنتاج.
الحقيقة أن السؤال عنى هو سؤال تفتيشى. مثل محاكم التفتيش. فلسفة إخفاء اسمى لها هدفان. الأول شخصى لن أبوح عنه أبدا. والثانى بهدف محاكمة الفكرة. والحوار حولها. بدلا من الدخول فى معارك شخصية.
سبق أن قلت أننى صحفى بالأهرام آثر المعاش المبكر والإقامة على ضفاف البحر المتوسط بالإسكندرية. لذا لا أحب الخوض فى معركة من أكون بقدر ما تكون المعركة فكرية بحتة عما أكتب وليس عن لماذا أكتب!
الأستاذ عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق كتب مقالا عنى يبحث فى ثناياه عمن أكون. ثم ما فتئ يذكر بعضا مما كتبت عن الإعلاميين تحديدا. بدا من المقال واضحا إدانة ما ذهبت إليه من معلومات موثقة لم يجرؤ أحد على تفنيدها. السيد حسين قال إننى أهاجم المهنة وهو ما لم يحدث. سبق أن كتبت أن هناك فرقا بين المهنة وبين السادة الإعلاميين والصحفيين الذين أشرت إليهم بأنهم سبب الإساءة. وسبق أن دعوت السلطة بألا تأخذ المهنة بجريرة هؤلاء.
غاب عن السيد حسين عدم الحديث عن خطايا هؤلاء التى أوردت المهنة موارد الهلاك.
لم يحدثنى السيد حسين عن المهنة التى تحولت على يد هؤلاء من مهنة البحث عن المتاعب إلى مهنة البحث عن الارتزاق الحرام والسمسرة والابتزاز. من محاولة تنوير الرأى العام إلى مهنة الاستعلاء على الدولة. مهنة فرض «ديمومة التأزيم». وهو أن تجعل الدولة فى حالة عجز دائم عن إدارتها. وبالتالى وضعها فى حالة انكشاف دائم أمام المواطن.
تحيا صراحة السيد عماد ولكن. وجب على الإعلام أن يكون عنده جلد للذات ونقد ذاتى خاصة أنه يجلد الجميع. ويعرف كثيرين فاسدين أساءوا للمهنة ولَم يتصد لهم أحد!
وفى ذلك قول آخر غدا