السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شراكة الدب الوفى

شراكة الدب الوفى






لا تغيب مثلما تغيب الشمس، ولا تذوب مثلما يذوب الثلج.. هكذا يمكننى وصف علاقة الصداقة بين القاهرة وموسكو، بعدما أثبتت المواقف المصيرية على مدار 75 عامًا، أن الشعب الروسى وقيادته صديقان وفيان وداعمان لنضال الشعب المصرى.
فى الأوقات الصعبة والمواقف المصيرية، دائمًا ما يظهر معدن الصديق الوفى، الذى تسبق أفعاله أقواله، ودعمه اللامحدود دون أن ينتظر مقابل، حتى لو كانت له مصلحة فى هذا الدعم،  فمن منا لا يتذكر الموقف الشجاع للاتحاد السوفيتى، إبان العدوان الثلاثى على مصر، وتهديدها الواضح والصريح لبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، باستخدام القوة لسحق المعتدين، ولم تتوقف موسكو عند ذلك، بل قررت السماح بسفر آلاف المتطوعين من المواطنين الروس للقتال إلى جانب الشعب المصرى، ودعمه فى نضاله من أجل الاستقلال، فى حال عدم سحب فرنسا وبريطانيا وإسرائيل لقواتها من الأراضى المصرية، وهو ما أجبر الدول المعتدية إلى وقف العدوان، والانسحاب قبل يومين من انقضاء الإنذار.
قطعًا لن ينسى الشعب المصرى الدعم اللامحدود الذى قدمته موسكو للقاهرة عند تعرضها لضغوط شديدة من الدول الغربية، حيث قامت روسيا  بتوريد سلاح وتوجيه سفن القمح إلى ميناء الإسكندرية عندما منعت أمريكا تصدير القمح إلى مصر، فضلا عن إعادة بناء الجيش المصرى فى أعقاب حرب 67، حتى تمكنت قواتنا المسلحة من تحقيق انتصار أكتوبر العظيم 73، وكان لحائط الصواريخ «سام 6 وسام 7» دور كبير فى مواجهة طائرات الفانتوم.
بعد ثورة 30 يونيو، أعاد الرئيسان عبد الفتاح السيسى وفلاديمير بوتين، العلاقات بين مصر وروسيا إلى مسارها الطبيعى، وتأتى القمة الثامنة التى يستضيفها القصر الرئاسى «بوتشاروف روتشى» فى مدينة سوتشى، تلك المدينة الرائعة والأنقى عالميًا، وهو اللقاء الثانى بين الزعيمين فى تلك المدينة،  لترسم مرحلة جديدة من العلاقات بين القاهرة وموسكو، وهى مرحلة الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى موسكو، دائمًا ما تحظى بحفاوة كبيرة، تقديرًا منه لدوره الوطنى فى الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، ومحاربته للإرهاب، ففور دخوله المجال الجوى الروسى، رافقه سرب من المقاتلات العسكرية الروسية حتى لحظة هبوطه فى مطار سوتشى، ليس ذلك فحسب، بل إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أول رئيس أجنبى يلقى خطابًا أمام مجلس الشيوخ فى البرلمان الروسى المسمى بالمجلس الاتحادى.
القمة الثامنة ستحسم عددًا من الملفات العالقة، أبرزها عودة السياحة الروسية إلى المنتجعات السياحية فى الغردقة وشرم الشيخ، بعد الموافقة على عودة الطيران المباشر بين موسكو والقاهرة فى إبريل الماضى.
ويأتى على رأس الأولويات أيضا، بدء الإجراءات التنفيذية لمشروع الضبعة النووى الذى يضم 4 وحدات بداخل كل وحدة مفاعل نووى من الجيل الثالث المطور، الذى يتمتع بأعلى معايير الأمان، على أن يتم التشغيل الفعلى بحلول 2026، فضلًا عن إنشاء وتشغيل المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتى تركز بشكل أساسى على تصنيع منتجات تنافسية ذات تكنولوجيا عالية، باستثمارات تصل إلى 5 مليارات دولار، إضافة إلى إنشاء منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسى، لتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية.
كما يأتى التعاون فى المجالات العسكرية على رأس الأولويات بين الجانبين، حيث تتزامن القمة مع المناورة المشتركة « حماة الصداقة» والتى تستمر حتى 26 من أكتوبر الجارى.