الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» ودقن مدير التحقيقات!

«روزاليوسف» ودقن مدير التحقيقات!






استدعى وزير المعارف «حلمى عيسى باشا» الفنان «زكى طليمات» للتحقيق معه بسبب مقالاته فى «روزاليوسف» التى تسخر من الوزير الذى ألغى معهد التمثيل.
وبدأ التحقيق مع «زكى طليمات» بواسطة مدير التحقيقات فى الوزارة، ومع كل سين وجيم كان الضحك لا يفارق زكى طليمات ولاحظ الوزير ذلك!
ويحكى «زكى طليمات: «فسألنى الوزير عما يثير ضحكى ونبهنى بأننى لست فوق المسرح!
لا أعرف لماذا أحسست انجذابًا إلى الوزير على الرغم مما كان يتنفس به وجهه من »جد وجهامة «لعل الصوت كان السبب فى هذا فقد كانت فيه نبرة دافئة مشفقة تنبه إليها حس الممثل والمخرج الكامن فى أعماقى فقلت: السيد الوزير وهو من رجال القانون يعرف بأن القرائن وحدها لا تكفى لإدانة المتهم!
فصاح المحقق بأن هذه القرائن تكفى لإدانتى! فأجبته: ما دامت هذه القرائن كافية لإدانتى فأنا والحالة هذه مسئول عن كل ما تنشره الصحف خاصًة بنقد سياسة التعليم لأن لى صلات بجميع الصحف!
ويظهر أن المحقق لم تعجبه اجابتى فقفز كعادته ليلقى سؤالاً جديدًا ولكنه فى قفزته هذه، امتدت يده تهرش خده اليمنى فتنبهت من جديد إلى وجهه الذى أسلمنى إلى الضحك المكبوت منذ البداية فقلت: لماذا لم تحلق خدك اليمنى وطلعت علينا بدقن نصف محلوقة؟!
وكانت مفاجأة الوزير والمحقق؛نعم إن المحقق لم يجر الموسى على نصف وجهه الأيمن بسبب بثور انتشرت فى خده ودقنه، ورأيت الوزير وقد أصلح نظارته يغالب ابتسامة انتزعت من شفتيه على الرغم منه ومضيت أقول:
ـ إنها هذه البثور التى جعلتك تظهر على هذا النحو الذى جعلنى أغالب الضحك منذ أن أخذت تحقق معى!
وسأله المحقق: قصدك إيه؟! فقال زكى: قصدى أن المسئول الأول عن ضحكى وعن ظهورك بهذه السحنة الغريبة هى هذه البثور!
وتدخل الوزير متسائلاً: وما العلاقة بين ذقن حضرة المحقق وبين القضية التى نحن أمامها؟!
فأخذت أشرح أن لكل شىء سببًا وهذا السبب يعتبر المسئول الأول عن النتائج التى يؤدى إليها، فالبثور فى وجه الأستاذ المحقق مثلاً هى التى حجزته عن حلاقة كل دقنه فخرج علينا بهذا الوجه الغريب المنظر وكانت النتيجة لهذا أن المتأمل لوجه الأستاذ لا يملك إلا أن يغالب الضحك إذا كان متهيبًا وفى موقف مثل موقفى، أما إذا كان حرًا فلا يمكنه إلا أن يطلق النكتة وراء النكتة:
وقال المحقق بصرامة: احنا مش فى مجال تنكيت؟!
ورد «زكى»: يا ريت كنا نعرف ننكت ونخلص، خلينى من فضلك أتمم دفاعى، ومضيت أقول: فلولا إغلاق المعهد بلا مبرر يقبله الناس، لما قامت صحيفة تهاجم الوزير فإذا اردتم وضع حد لما نحن فيه فالطريق معروف!
وساد صمت علينا نحن الثلاثة ولا أعرف ماذا كان يجول فى رأس الوزير ودق جرس التليفون.. مجلس الوزراء سيجتمع وتركنا الوزير على أن يعاد التحقيق فى الغد!
وفى الغد وجدت الوزير وحده، لم يخب ظنى فيه إنه رجل تسكن قلبه طيبة وسماحة.. كانت مصارحة عجيبة من جانبى انتهت باتفاق الجنتلمان، وأصدر الوزير أمرًا بأن يحل مكان المعهد الملغى دراسة حرة للممثل اطلق عليها «قاعة المحاضرات التمثيلية» يحضرها من يشاء بلا قيد ولا شرط على ألا يلتحق بها فتيات!
وحاولت الاحتجاج على الشرط الأخير فقال الوزير: روح اتفق مع الشيخ أبوالعيون سكرتير عام هيئة العلماء بالأزهر.
وقال زكى للوزير: وهل الوزارة مستعدة أن تصنع لى عرائس من الجلد فى حجم الفتاة ليمثل أمامها الطلاب كما أشار فضيلة الأستاذ فى أحد مقالاته؟!
فضحك الوزير وعندما هممت بالانصراف التفت نحوى يقول: ولا تنسى أن تشكر دقن مدير التحقيقات فهى التى افرجت عنك! ورد «زكى»: سأتولى حلقها بنفسى»!
وعاد الوزير إلى الضحك فضحك وضحك وفهمت كل معانى ضحكه وخرجت.
وتظل المعركة مستمرة بين «روزاليوسف» ووزير التقاليد!
وللحكاية بقية!