الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«دمه خفيف»

«دمه خفيف»






شعب ابن نكتة، دمه خفيف، لكن خفة الدم أحيانا تصل إلى سخافة، دم خفيف لدرجة عدم وجود الدم نفسه، من خفة الدم التى تصل لدرجة الانعدام «الهرى» على مصنع إنتاج مشابك الغسيل، موجة من الاستظراف، ضربت أوصال مواقع التواصل الاجتماعى، الجميع تفرغ «للقلش» على المصنع وعلى محافظ الإسماعيلية.
بمجرد أن أعلن اللواء حمدى عثمان محافظ الإسماعيلية، أنه تمت موافقة اللجنة الفنية المشكلة بالقرار رقم 540 لسنة 2018 على إقامة 3 مشروعات استثمارية جديدة بالمنطقة الصناعية بالإسماعيلية بتكلفة استثمارية قدرها 1.5 مليون جنيه.
وتشمل تلك المشروعات إقامة وتشغيل مصنع لتصنيع مشابك غسيل خشبية ومصنعا لتصنيع البلاط ومصنعا لإنتاج الكواشف المعملية، وتتيح تلك المشروعات عدد 31 فرصة عمل لأبناء الإسماعيلية.
وجدها مدمنو الكيبورد، والحياة الافتراضية فرصة ذهبية، للمزيد من خفة الدم والاستظراف، وجدوها فرصة لإثبات الوجود، والعبقرية، والرؤية الثاقبة، وبدءوا تساؤلات من نوعية، «اشمعنا مصنع مشابك غسيل؟» وإيه أهمية المصنع ده؟ وليه ما بننتجش غير التافهات؟
طبعا ولا واحد من مناضلى الكيبورد كلف نفسه، يبحث من على نفس الجهاز الذى يكتب منه، عن فاتورة الاستيراد المصرية، لم يرهق عينيه فى الأرقام المستفزة التى نستورد بها أشياء مثل مشابك الغسيل التى جرحت مشاعره الرقيقة لأننا عملنا له مصنع!  لا يعرف أو لا يريد أن يعرف أننا نستورد مثلا مستلزمات تزيين الشعر «مشابك الشعر» طبعا عارفها كويس حضرتك، الشباب الآن بيستخدمها أكتر من البنات، حضرتك دى بتكلفنا فى الميزانية بحسب الأرقام الرسمية 3 ونصف مليون دولار.
ونستورد معطرات ومنعمات تستخدم فى غسيل الملابس بأكثر من 11 مليون دولار سنويا عازلات للكهرباء، الصنايعية بيسموها «شيكرتون» وأكيد حضرت اشترتها قبل كده علشان تغطى سلك التليفون العريان، أيوه هى دى يا أفندم الحمراء والسوداء اللى بتشتريها من عند الكهربائى اللى تحت بيتكم، العازلات دى بنستورد منها بـ21.1 مليون دولار، تحب أحولها لك بالجنيه المصرى ولا ما فيش داعى!
عازلات الكهرباء دى ممكن توفر لنا – لو عملنا مصنع وحضرتك بطلت تستظرف  21.1 مليون دولار سنويا، ولو جنب المصنع ده عملنا مصنع تانى لإنتاج الصابون ومستحضرات تنظيف نوفر 120.3 مليون دولار، أيوة الرقم صحيح 120.3 مليون دولار بنستورد بها صابون ومستحضرات تنظيف.
بلاش أقول سيادتك بنستورد بكام مبيدات حشرية، ياريت حضرتك كده ما تستخفش دمك وتستظرف، وأنا بقول لك على الرقم، 133 مليون دولار، يعنى نحو  2 مليار و394 مليون جنيه، أعتقد ممكن نوفرها لو حضرتك اشتغلت وفكرت وأنتجت، أو حتى «نقطتنا بسكاتك» ورحمتنا من خفة دمك، وتركت من يعمل وينتج يعمل بلا منغصات من أمثالك.
ده غير  لعب الأطفال التى نستوردها 46.6 مليون دولار، غير الكبريت لزوم مزاج حضرتك علشان تولع سيجارتك وأنت «بتهرى» على الفيس، والكوتشينة والدومينو لزوم قعدة القهوة بالليل، وعليها ماكينات الحلاقة المجموعة دى على بعضها بتكلف  20 مليون دولار سنويا.
 ولا «البالونات»، أيوة حضرتك مستغرب ليه، بنستورد بالونات، علشان نفرقعها فى عيد الميلاد، ولا حضرتك ما بتعملش عيد ميلاد؟!
مصر تستورد بالونات وألعاب نارية بما يقرب من 4 ملايين دولار سنويا، طبعا عارف الألعاب النارية دى مقصود منها إيه، أيوه فعلا «بمب العيد، والصواريخ، اللى حضرتك بردوا بستظرف بها على خلق الله فى العيد، وبترميها من البلكونة، على الناس فى الشارع!
بمناسبة العيد، عارف حضرتك، السجادة اللى بتصلى عليها فى العيد، بنستوردها لحضرتك بـ6 ملآيين دولار سنويا وتزيد كل عام، حضرتك ممكن تعمل لنا مصنع سجاد صلاة، بدل ما تهرى لى مشابك الغسيل، المصنع هتكسب منه فلوس، وهتاخد ثواب كمان كل ماحد يصلى على سجادة من مصنعك!
إيه رأيك فى «الهرى» ده، عجبتك الأرقام، لو عجبتك، إلعب لعبة تحويلها للجنيه المصرى، ويا تنزل تشتغل، يا تبطل «هرى» وتنقطنا بسكاتك.