الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«كمان زغلول» رسالة من ذوى الاحتياجات

«كمان زغلول» رسالة من ذوى الاحتياجات






هناك بشر اختصهم الله بمساعدة الآخرين ومحبتهم والدفاع عن قضيتهم لوجه الله، ويوجد بالطبع آخرون يحولون وجع البعض لباب رزق لهم ؛من تلك القضايا التى تمس وجدان الجميع قضية ذوى الاحتياجات الخاصة،التى لا يكبش جمرها إلا الأمهات أولا ثم الآباء ومن قذف الله فى قلوبهم الرحمة من الأخوة والأقارب والأصدقاء.
أقول ذلك بمناسبة العرض المسرحى «كمان زغلول» الذى شاهدته بمسرح الهناجر وبدعوة كريمة من الكاتب الكبير أحمد زحام مؤلف العرض والذى يأخذ قضية ذوى الاحتياجات بمحبة كبيرة،فكتب لهم أكثر من عرض مسرحى تم تنفيذه فى عدة أماكن،كما أن الرجل يعتبر الدفاع عن قضيتهم مشروع حياة بالنسبة له،وكتب الأشعار للعرض الكاتب عبده الزراع و أخرجه الفنان محمد فؤاد.
 والمسرحية تنفذها فرقة إحنا واحد للفنون المسرحية ومن إنتاج الإدارة العامة لذوى الاحتياجات الخاصة والإدارة العامة لثقافة الطفل التابعتين للهيئة العامة لقصور الثقافة،والجدير بالذكر أن العرض قد مثل قصور الثقافة وفاز بجائزة مهمة تؤكد جدارته واستحقاقه،ورغم أن العرض قد تعرض أكثر من مرة لمشاكل إلا أن الفنان أحمد عواض رئيس الهيئة قد أنقذ الموقف وسمح لهم بممارسه عملهم واستمرارهم حتى الآن وأرى أن الأمر لايزال يحتاج منه لدعم مستمر بصفة شخصية ، وذلك محبة و إخلاصا و دعما لتلك القضية التى تعطيها الدولة عناية كبيرة لدرجة أن السيد رئيس الجمهورية يحضر الملتقى العربى الأول  لذوى الاحتياجات الخاصة و يفتتحه بنفسه.
و زغلول هو الابن المعاق بصريا الذى يشعر أنه يعيش بين أربعة جدران محبوسا حزينا فى حجرته التى تحولت إلى زنزانة، يحلم أن يكسر تلك الجدران ويمارس الحياة بحرية،تأتى له فى الحلم البجعة الطيبة التى تحبه وتبشره أنه سيكون مشهورا والجميع سيصفق له بعد أن رأته فى الحلم يرتدى بذلة جديدة و ببيون مثل مشاهير الفنانين والمطربين والموسيقيين،وفى الوقت الذى تساعده البجعة تقف الضفدعة ضد حلم البجعة وتعلن عن عدم اقتناعها بما قالت و تحرض زغلول ضده،ويشترى الأب كمان لزغلول الذى يحلم أن يكون مثل عمار الشريعى بعد أن يعرف حكايته  من الأسرة ، وبعد عدة محاولات من التعلم والتعثر أستطاع زغلول أن يعزف على الكمان بمهارة ويشارك فى الاحتفالية المقررة والمهمة.
استطاع المخرج محمد فؤاد أن يحرك الممثلين الذين كانوا من ذوى الاحتياجات وبإعاقات مختلفة ومن الأسوياء جسديا بمهارة كبيرة؛لدرجة أن كل عضو فى الفريق كان يعرف مكانه ودوره بمهارة فائقة، وقد لعب هادى جلال دور زعلول المعاق بصريا ورغم أنه كان معاقا إلا أنه يلعب الدور بمهارة وخفة وتفاصيل وكأنه كان مبصرا،وقد تفوق على المبصرين بروحه الجميلة وتعبيرات وجهه وتحركه على الخشبة بخفة العصافير،ولعبت دور البجعة الطيبة حنين جلال أخته و شكلت معه ثنائيا لطيفا كان قادرا على إشاعة المرح والبهجة فى المسرح رغم صعوبة المشكلة ،وشكلت الضفدعة شرين عطوة من الأقزام ثنائيا متضادا مع البجعة التى عبرت عن دور الشر اللذيذ الذى له وجهة نظر،ولعبت دور الأم بشكل طيب منة فؤاد ، كما أنها قامت بعمل الاستعراضات التى قام بها الأولاد والبنات من كل الإعاقات بشكل طيب يستحق الشكر والإشادة لهم ولها، ولعبت فاطمة مجدى وسارة عبد الرحمن دور العصفورين ،كما لعب حسام أحمد و مصطفى محمود دور البوسطجى وعمار الشريعى، ولعب محمد الشربينى و محمد السيد دور الإعاقة الحركية،و لعب عمر هانى دور زغلول المعاق ذهنيا،ولعب دور زغلول المعاق سمعيا محمد إسماعيل، ساعد فى الاخراج أحمد سعيد،والجميل أن الأمهات عطيات عبدالحكيم و هبة منصور ومنصورة محمد قمن بدور الإدارة المسرحية بمهارة ومحبة كبيرة.
وكان لأشعار عبده الزراع والموسيقى والألحان من أحمد النبراوى دور مهم وخادم لدراما العرض، فالبطل زغلول يسعى لتعلم الموسيقى ليحقق الحلم ويصير مشهورا مثل عمار الشريعى، وأحسن مجدى ونس عمل الديكور المناسب لموضوع المسرحية، فقد شكل ديكوره البسيط كحائط  على خشبة المسرح سهل أن يفرده ويجمعه حتى أصحاب الإعاقة البصرية،كما كانت المسكات مناسبة ولطيفة ومعبرة عن الشخصيات.
وختاما تحية لكل من شارك ودعم هذا العمل الذى يؤكد أننا نمتلك ثروة بشرية من أصحاب الهمم ستضيف لمصر الكثير لو أننا أحسنا توجيهها وتدريبها وتعليمها وتثقيفها.