
رشدي أباظة
الُمجدد عبدالفتاح السيسى!
هل ألقى الرئيس السيسى حجرًا فى مياه الفهم الدينى المعطوب من فعل رفض إعمال العقل؟
كيف يقول إن حرية المعتقد مبدأ دينى أقره الله فى أديانه؟
ويقول إن الدولة لا علاقة لها بمعتقد المواطن؟
السيسى يغرد خارج سرب الفهم العام الذى أسر حياة المسلمين منذ بدأ فقهاء الفكر الواحد تخريب العقل الإسلامى الذى قاد لمآلات التطرف والانغلاق!
السيسى يصر كمسئول الدخول فى عش رجال الدين القاتل .
يطرح أفكاره بجرأة يحسد عليها!
السيسى أرسل لشباب العالم الحاضر فى المنتدى رسالة بأن الإسلام يقر حرية المعتقد وأن هذه الحرية وإن كانت مبدأ إنسانيا فإن الإسلام كعقيدة يأمر بها ويضعها ضمن دستوره الأبدي.
الإسلام أقر بالاختلاف وجعله وسيلة للتعارف.
إتاحة حرية العقيدة أساسا مصدرها احترام الإسلام لفكرة العقل.
إتاحة حرية الاختيار هدفها حرية تحمل المسئولية.
حرية الاختيار هى عزة للإسلام الذى يجب ألا يكون الانتماء إليه إلا من واقع يقين يملأ العقل والقلب بعظمة الرسالة.
السيسى أشار إلى التنوع الدينى كفكرة قامت عليها فلسفة الرسالات الدينية وحياة البشر.
التنوع الدينى ليس بدعة على هوية الدولة المصرية. هى أصب لهذه الهوية التى طالما كانت قادرة على الدمج والاندماج .
هوية دولة لم يسبق لها الاصطدام بالثقافات التى احتضنتها ولم يسبق لها الانسحاق أمامها أيضا!
التنوع الدينى هو قوة للإسلام . هو التعبير الحقيقى عن قدرته كدين على مخاطبة العقل وإقناعه ومن ثم ليس هناك مبرر للخوف عليه من أى أفكار محيطة به أو تنافسه على مساحة العقل الإنسانى.
الخوف من الاختلاط الإسلامى بالأفكار المغايرة هو اعتراف بأن الفكرة الإسلامية هشة ويمكن أن تتقاذفها الأهواء!
وقد تكون هناك نية مبيتة لاختلاق معركة وهمية لتعويض الفشل فى التعامل مع الإسلام باعتباره مشروعا من أجل تحسين جودة الحياة . وبالتالى لابد من خلق معركة افتراضية لتبرير ذلك العجز بخلق معوقات . والتعويل عليها بأنها تعرقل الحركة الإسلامية وتحول دون الوصول للمبتغى.
هنا خطورة استخدام الإسلام كفكرة لتبرير الخطأ والكسل الشخصى!
عندئذ تداخل السيسى وقال قولته ومضى . فهل زار الكرى جفن الفقهاء؟