الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مسلسل حياة طه حسين الذى لم ير النور!

مسلسل حياة طه حسين الذى لم ير النور!






شاهدت مسلسل «الأيام» المأخوذ عن السيرة الذاتية لعميد الأدب العربى د.طه حسين أكثر من مرة بعد عرضه فى التليفزيون لأول مرة سنة 1979.
وأذكر أنه ساعة عرض المسلسل كانت شوارع مصر تبدو شبه خالية من الناس، حيث رتبوا مواعيدهم للجلوس فى المنزل أو المقاهى لمشاهدة «أيام طه حسين» على مدى ثلاث عشرة حلقة لا أكثر ولا أقل!!
نجوم مصر شاركوا فى هذا المسلسل ومنهم الأساتذة أمينة رزق ويحيى شاهين ومحمود المليجى وحمدى غيث وصفية العمرى التى قامت بدور «سوزان طه حسين» وإخراج العبقرى الراحل «يحيى العلمى» والسيناريو والحوار للكاتبة أمينة الصاوى والأستاذ أنور أحمد!!
والصدفة وحدها جعلت النجم الكبير الذى كان فى أول مشواره يلعب دور «طه حسين» بعد اعتذار كل من «نور الشريف»، و«عزت العلايلى» عن أداء الدور وكان أحمد زكى يشارك فى دور قصير بعدد من المشاهد القليلة والصغيرة كأحد المشايخ فى الأزهر، وكان أحمد حريصا على متابعة بروفات الأداء ويشاهد عن قرب نجوم التمثيل وللصدفة فقد قام بحفظ حوار ودور شخصية طه حسين كاملة، وقام بأداء بروفة أمام أحد مساعدى الأستاذ «يحيى العلمى» ونال إعجابه فطلب منه أن تتاح له فرصة أداء البروفة أمام «يحيى العلمى» وهو ما حدث بالفعل وفوجئ العلمى بأداء النجم الشاب وأسند إليه دور طه حسين وهو ما أثار غضب الفنانة أمينة رزق وقتها  لكن سرعان ما تراجعت عن اعتراضها.
وتم عرض المسلسل ولا ينسى المشاهد عبقرية كل من شارك فى المسلسل بداية من غناء التتر بصوت الفنان على الحجار وألحان العبقرى عمار الشريعى وكلمات الشاعر الرائع سيد حجاب.
ونجح المسلسل نجاحا باهرا ودارت فى الكواليس قصة من أغرب وأعجب القصص التى يرويها د.محمد حسن الزيات زوج ابنة طه حسين ووزير خارجية مصر بعد ذلك وقد رواها فى كتابه البديع ما بعد الأيام حيث يقول: عرض التليفزيون المصرى جانبا من قصة طه حسين كما رواها هو فى كتاب الأيام ولم يكد عرضها ينتهى حتى انهالت الرسائل من أرجاء الوطن العربى تطلب أن يعرض التليفزيون بقية قصة حياة «طه حسين» فطلب التليفزيون منى أن أعد فصولا يمكن له على أساسها إخراج السلسلة الجديدة المطلوبة فكتبت هذه الصفحات التى قرأها رئيس مجلس إدارة دار الهلال فأراد أن ينشرها كما هى فى مجلة المصور، وهو يعيد نشرها الآن فى هذا الكتاب دون إعادة صياغتها وهى محتاجة إلى إعادة الصياغة فى بعض المواضع ودون الإضافة إليها وهى محتاجة إلى هذه الإضافة فى كثير من الأحيان.
ويضيف د.محمد حسن الزيات قائلا: وأنا أرجو أن تكون المواقف التى تخيلتها والأحاديث التى أدرتها بين العميد وأفراد أسرته، وبينه وبين زملائه ومعاصريه قد حققت- إلى جانب ما نقلته مما كتب العميد إلى أصدقائه من الرسائل، وما رفعه إلى المسئولين من المذكرات- بعض ما يستهدفه هذا الكتاب من تصور لحياة العميد وحياة مصر الثقافية فى الخمسين عاما التالية للسنوات التى سجل أحداثها العميد الفقيد فى الأجزاء الثلاثة من كتاب الأيام!!
وقد أطلع على هذه الفصول أساتذة أصدقاء نظروا فيها وأبدوا عليها من الملاحظات ما انتفعت به فأنا أهديهم أحسن الشكر وأصدقه ومنهم الأستاذ مكرم محمد أحمد الذى أخصه بالشكر لأنه وقد رأى التعجيل بنشر هذه الفصول كما هى قد دفعنى إلى العمل لإعداد دراسة شاملة لحياة طه حسين وعمله وأرجو أن يتفضل بالمساعدة على إعدادها كل أصدقاء طه حسين من زملاء وتلاميذ وقراء!
وأخيرا يقول د.الزيات: ويعنى أخيرا أن أذكر أن أسرة العميد قد اطلعت على هذه الصفحات -وهى تأمل وأنا أشاركها هذا الأمل - أن تجلو هذه الصفحات للمشاهدين والقراء صورة أمينة للرجل الذى لم يزل يتعرض حتى اليوم للإساءة الظالمة والذى تكن له الملايين من قومه العرب فى نفس الوقت أصدق مشاعر الحب والإجلال والعرفان بالجميل.
انتهت الحكاية ولم يتحقق خروج مسلسل «ما بعد الأيام» إلى النور لماذا لا أدرى؟!