الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عبدالوهاب يأمر «إحسان» بعدم الغناء!

عبدالوهاب يأمر «إحسان» بعدم الغناء!






ما أكثر وأجمل حكايات موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب» وذكرياته مع «روزاليوسف» المجلة والسيدة، وهذه الذكريات بدأت مع السنة الأولى لصدور المجلة فى أكتوبر سنة 1925.
تقول السيدة «روزاليوسف»: «أقمنا ذات ليلة حفلة كبيرة كلفتنا ثمنًا ناءت به ميزانية المجلة فى ذلك الوقت وهو خمسة جنيهات! وقررنا أن ندعو إلى السهرة «شوقى» ـ أمير الشعراء ـ والعقاد والمازنى وتوفيق دياب وبعض الكتّاب الآخرين، وكان العقاد والمازنى فى ذلك الوقت يتزعمان حملة شديدة على شوقى» ويضعان إنتاجه الفنى على مشرحة النقد العنيف، وكان اجتماعهم يبدو أمرًا مستحيلاً ولكنهم اجتمعوا!
ودعوت أيضًا الأستاذ «محمد عبدالوهاب» وكان لا يزال ناشئًا وغنى عبدالوهاب فى تلك الليلة الدور القديم «قده المياس زود وجدى»، وفى جو السهرة الجميل وتحت تأثير إنشاد «عبدالوهاب» الساحر تصافى الأدباء الكبار وخرج العقاد وقد استبد به الطرب لينشر فى البلاغ فى اليوم التالى أبياتا من الشعر يحيى بها عبدالوهاب أذكر منها:
إيه يا عبدالوهاب إنك مشاد
يطرب السمع والحجا والفؤاد!
قد سمعناك ليلة فعلمنا
كيف يهوى المعذبون السهاد!
ويعترف إحسان عبدالقدوس بأنه عندما كان طالبًا فى مدرسة السلحدار كان الموسيقار «محمد عبدالوهاب» هو مدرس الموسيقى بالمدرسة وحاول أن يعلمه الموسيقى بل وضمه إلى فرقة الأناشيد بالمدرسة ويعترف إحسان ببساطة: ولكننى فشلت فشلاً ذريعًا!
تفاصيل أكثر طرافة يرويها «عبدالوهاب» للأستاذ «لطفى رضوان» فى كتاب «محمد عبدالوهاب» سيرة ذاتية فيقول: كان التلاميذ العفاريت يرددون الأناشيد كالببغاوات وكأنهم يروون فزورة أو يقلدون الحيوانات من قبيل التسلية، وكان أكثر هؤلاء الأولاد شقاوة وأفشلهم فى حفظ الأناشيد هو «إحسان عبدالقدوس».
وتروى «د.رتيبة الحفنى» فى كتابها «محمد عبدالوهاب» حياته وفنه هذه الواقعة الطريفة فتقول:
«عمل عبدالوهاب بالتدريس فى مستهل حياته الفنية، ومدرسًا لمادة الأناشيد، وكان من بين تلاميذ المدرسة «إحسان عبدالقدوس»، وفى امتحان الأناشيد طلب «عبالوهاب» من إحسان الغناء، فلم ينل صوته قبول عبدالوهاب، وصرخ فى وجهه «صوتك وحش!
وكلما دخل عبدالوهاب الفصل يطلب من إحسان مغادرة حجرة الدراسة، فكان إحسان يجلس فى حوش المدرسة يقرأ قصصًا وحكايات، وعندما علمت والدته السيدة «روزاليوسف» بسوء معاملة مدرس الأناشيد لولدها اقترحت إقامة حفلة فى بيتها ودعوة عبدالوهاب أفندى وبعض الأصدقاء من رجال الأدب والصحافة والفن.
حضر عبدالوهاب الحفل وجلس فى الصالون وسط المدعوين يروى متاعب بعض التلاميذ وعدم تذوقهم للموسيقى والغناء، وفى هذه اللحظة لمح «عبدالوهاب» إحسان أثناء دخوله الصالون فصاح فى وجهه:
تعالى هنا اسمك إيه يا فندى؟! فأجابه الولد: اسمى إحسان عبدالقدوس!
فما كان من عبدالوهاب إلا أن قال له: اطلع بره!
وضحكت السيدة «روزاليوسف» وهى تقول: ده ابنى يا محمد إفندى يطلع بره إزاى؟!
وخجل «عبدالوهاب من تصرفه ونادى على «إحسان» قائلاً: طيب يا إحسان أوعى تغنى أناشيد مرة تانية!
وللحكاية بقية!