
حازم منير
ضحية كل أسبوع
لو أن كل مدير فنى خسر مباراة أو اثنتين وتتقرر إقالته، أو أن كل ناد يبقى رد فعله على خسارة فريقه تغيير جهازه الفنى، يبقى السؤال طب مين حيتغلب فى المنافسات، إذا كان الكل طمعانين فى الفوز ولا يقبلون الهزيمة ويعتبرونها بمثابة كارثة يترتب عليها الإطاحة بالمدربين وما يعنيه ذلك من إساءة لسمعتهم التدريبية والمهنية.
الظاهرة السائدة الآن فى منافسات الدورى المصرى هى إقالة الجهاز الفنى أو التهديد بإقالته «12 مدربا فى 15 أسبوع» تقريبا إقالة مدرب كل أسبوع، واستصدار قرار جديد باستبدال الجهاز المُقال بجهاز بديل حتى ولو فى منتصف الموسم، ويأتى الجهاز الجديد ليصطدم يتركيبة فريق لم يُشارك فى تكوينه وشراء لاعبيه فتصبح النتيجة الحتمية الهزائم ثم إطاحة الجهاز الجديد ليأتى جهاز أحدث منه، وهكذا.
الحاصل أن المديرين الفنيين يتغيرون ويتبدلون على الفرق بشكل دائم ومستمر، ووصل تهور القرارات الإدارية لقيادة مدرب واحد لفريقين وثلاثة فى الموسم الواحد، والمفارقة أنك لا تفهم كيف يختار ناد مديرا فنيا تم الاستغناء عنه بسبب الهزائم المتلاحقة وكيف يضمن أنه سيخرج بفريقه الجديد من أزماته ويدفع به لمراكز متقدمة فى السباق الكروى.
ما يحدث فى الوسط الكروى دليل فشل إدارى لا يقتصر وفقط على إدارة الأندية إنما هو فشل عام بداية من إدارة اتحاد اللعبة وغياب الخطط والإعداد العلمى وهو يعكس رغبة الإدارات فى الإفلات من المسئولية والعقاب بإلقاء اللوم على آخرين واستخدامهم كبش فداء لإنقاذ رقابهم من ثورة المشجعين.
ظاهرة إطاحة المدربين من مناصبهم أصبحت وسيلة سهلة لمواجهة الأزمات بدلا من التفكير فى كيفية التعامل معها، وهى ظاهرة غير متكررة بذات السرعة فى أغلب بلدان العالم، علشان بس ماحدش يطلع يقول لنا ما هو بيحصل فى كل حتة فى العالم.
السؤال هو من سيخسر إذا كانت كل الأندية لا تقبل سوى بالفوز والسؤال أيضا لماذا يقتصر العقاب على الجهاز الفنى ولا يمتد إلى اللاعبين المقصرين وهل الهزائم سببها فشل المدير الفنى أم ربما يكون ضعف أداء اللاعبين أو نقص إمكانيات ربما هى السبب وراء هذه الهزائم المتتالية.
ما سبق معناه أن هناك أسبابا عديدة ومتنوعة وراء الهزائم ولأننا نهرب من مسئوليتنا فنلقى بالمسئولية على غيرنا ولأننا لا نرغب فى التحقيق العادل نتجاهل أبسط قواعد العمل الإدارى ونتهم ثم نطيح ولأننا فاشلون لا نفهم معنى العمل الجماعى والمسئولية الجماعية ولا نفهم تعدد الأسباب ولا نفهم حق الناس فى المعرفة فإننا نفشل دائما خصوصا حين نحجب الحقيقة.
المطلوب إدارة للعبة تضع تصورا برؤية لإدارة شئونها، تفرض الاحتراف روحا ونصا، ووترتقى بالإدارة إلى مستوى العلم، لأن الإدارة علم مش فهلوة، وفى غياب منظومة متكاملة تفرض نفسها على الأندية ستظل الأوضاع كما هى، وستسود روح الفردية فى القرارات والعشوائية فى تنظيم شئون اللعبة، ولن تتقدم أحوالنا فى الكرة.