الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المشكلة فى اسم «روزاليوسف»!

المشكلة فى اسم «روزاليوسف»!






كان اسم «روزاليوسف» هو أكبر عقبة ومشكلة واجهتها السيدة «روزاليوسف» بعد صدور المجلة!
ومنذ البداية كان اسم «روزاليوسف» مثيرًا للتعجب والدهشة حتى بين أصدقائها، حتى إن الاستاذ «زكى طليمات» اقترح أن يكون اسم المجلة هو “الأدب العالى” ما جعله هدفا لسخرية هؤلاء الأصدقاء! فيقول احدهم متسائلا: والأدب العالى ده مش برضه يطلعوا له بسلم؟! وآخر يسأل: هو كام دور؟!
وكثرت الاسماء المقترحة وحسمت السيدة «روزاليوسف» الأمر قائلة: ولماذا لا أسميها روزاليوسف، وعندما اتصلت بالأستاذ «محمد التابعى» تليفونيا سألها: المجلة اسمها: إيه؟! فقالت: «روزاليوسف»؟! فعاد يقول لها: لا بقى ده لازم مقلب عاوزه تعمليه فيا هو ده معقول؟!
وتكرر نفس الشىء عندما ذهبت السيدة «روزاليوسف» إلى وزارة الداخلية لتسأل عن سر تأخر صدور التصريح بمجلتها كل هذا الوقت وتقول «روزاليوسف»:
«ذاع خبر طلبى للمجلة بين الموظفين فالتفتوا حولى، إذ كانت شهرتى الفنية قد سبقتنى إليهم وراحوا يسألوننى: المجلة اسمها إيه؟! أقول: روزاليوسف! فيقولون: أيوه ما أحنا عارفين إنك روزاليوسف لكن المجلة اسمها ايه؟ وبعد جهد غير يسير استطعت أن أفهمهم أننى صحيح «روزاليوسف» وأن المجلة أيضا اسمها «روزاليوسف» !
وبعد صدور المجلة بفترة بسيطة تروى السيدة «روزاليوسف» واقعة طريفة كانت هى صاحبتها شخصيًا فتقول:
«كنت أسير فى طريقى إلى منزلى فاذا باعة الصحف يصيح: روزاليوسف.. روزاليوسف! فأخذتنى الحدة وبرح من بالى أن الغلام ينادى على المجلة، ودار فى خلدى إنه ينادينى باسمى مجردًا على هذا النحو فالتفت نحو وانتهرته قائلة: جرى إيه ياولد عاوز إيه من «روزاليوسف»؟! فدهش الغلام وتمتتم: روزاليوسف ياست.. عاوزة روزاليوسف؟!
وأيقنت أن فى الأمر دسيسة فهممت بصفع الغلام فى الوقت الذى تناول فيه إحدى نسخ المجلة وقدمها إلىّ وإذ ذاك تذكرت إنه ينادى على المجلة لا علىّ فلم يسعنى إلا أن أضحك وأن ابتاع النسخة التى قدمها إلىّ الغلام، ولست أشك فى أن الغلام أعتقد أنه أمام سيدة ليست متمتعة بقواها العقلية!
وظللت بعد ذلك زمنًا طويلا كلما سمعت من يهتف باسم «روزاليوسف» التفت خلفى ولا ألبث أن أبتسم حين يقع نظرى على بائع الصحف!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل عاد ليتكرر بقسوة فى زمن حكومة «اسماعيل صدقى باشا» وقرر إلغاء رخصتها وتعطيلها إلى أجل غير مسمى وكان ذلك فى أغسطس سنة 1930 وتقول السيدة روزاليوسف:
«وهنا ارتفعت نغمة قديمة طالما وجدت طريقها إلى سمعى، ومضمون هذه النغمة أن اسم المجلة- وهو اسمى بالطبع - فيه ما يغرى الحكومة باضطهادها، وفيه ما لا يبعث على احترامها، لأن العرف الصحفى فى مصر لا يحفظ فى سجلاته اسم صحيفة تحمل اسم السيدة التى تصدرها!
عجبت لأن اسم مجلتى هذه كان دائما سببًا فى إثارة مناقشات عنيفة بينى وبين من كان يحاول إقناعى باستبدال اسم «روزاليوسف» باسم جديد!
ففى أول عهد دخول المجلة فى عالم السياسة ومناصرة الوفد ورجاله، جاءنى من يحمل إلىّ أن «الوفد» معجب بالمجلة وخطتها ولكنه لا يود أن يعترف بها ضمن الصحافة الوفدية لأنها تحمل اسم سيدة! وخوطبت فى نفس الموضوع من الاستاذ «مكرم عبيد» والأستاذ «محمود فهمى النقراشى» - من قادة الوفد - عن طريق غير مباشر».
وللحكاية بقية..