الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسلام دين وليس دولة «١-٧» خطيئة بنى أمية!

الإسلام دين وليس دولة «١-٧» خطيئة بنى أمية!






ذات ليلة سمرية داخل إحدى حانات مكة. تبادل نفر من بنى هاشم وبنى أمية السجال والمناوشة: من القبيلة الأوجه فى بلاد العرب؟

بنو هاشم.. أم بنو أمية؟
القبيلتان تتصارعان على النفوذ والجاه داخل مجتمع مكة العنصرى. كان صراعا دائرا بدوران الحياة فى البلد الذى هبطت عليه رسالة الإسلام المقدسة.
إجابة نفر بنى أمية على السؤال هى التى دفع ثمنها ملايين المسلمين الذين لقوا حتفهم من بعد وفاة النبى محمد فى الصراع على الجاه والسلطة!
إجابة أسست الاقتتال على الحكم منذ عقد مؤتمر «ثقيفة بنى سعد». مرورا بضحايا الفتنة الكبرى وصولا لضحايا أفغانستان والعراق واليمن وليبيا وسوريا والجزائر ومصر الآن؟
تبارى الجانبان فى ذكر فضائل كل قبيلة فتساويا. بنو هاشم تطعم كما تطعم بنو أمية. تسقى «بنو أمية» كما تسقى «بنو هاشم».
كلاهما يكرم الضيف ويمتلك الكرم والحرث والنسل!
غير أن أحد قادة بنى أمية انزوى جانبا متحسرا ورفع صوته متأوها:
بيد أن بنى هاشم خرج منهم نبى.. فأنى لبنى أمية بنبى!
لقد كان حديث نفس حمل  غصة نفسية عميقة فى نفوس بنى أمية. من أين لهم بنبى وهم لهم نبى!

لم يمر سؤال الحانة على بنى أمية. ظل هاجس تقدم بنى هاشم عليهم بخروج نبى من بين ظهرانيهم يؤرقهم. يقتلهم. حملوا إجابته منذ وفاة الرسول وحتى تقلدوا الحكم والسلطة فكان عصر الدولة الأموية.

هتف بنو أمية وقالوا وجدناها: لهم النبوة.. ولنا الملك!
منذ ذلك الحين ويدفع الإسلام والمسلمون الثمن.
خرج منهم عثمان بن عفان ابن بنى أمية الذى خضع دون أن يدرى لأهواء نفس قومه الذين أرادوا بسط السيطرة على الحكم.. وكان ما كان!
مات الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يقيم دولة. لأن الإسلام فكرة عقائدية. ليست فكرة حكم وسلطة.
لم يقم دولة فى مكة كما يقول أصحاب نظرية إن «الإسلام دولة».
ولم يقم دولة فى المدينة. كان يعيش داخل مجتمع المدينة المتنوع الأعراق والطوائف والأديان من الملحدين وعباد الأصنام والنجوم واليهود والمسيحيين.
ظل يستأذن مجتمع المدينة ثلاث سنوات قبل الموافقة على استقباله من مكة والإقامة لديهم!
الذين صنعوا فكرة أن الإسلام دولة هم الأمويون. قبيلة بنى أمية. كانوا يؤسسون لحكمهم بصبغ صبغة دينية.
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم يكوّن دولة للإسلام كما تقول نظرية تسييسه.
مفهوم الدولة يقوم على ثلاثة أسس:
١- أرض.. ٢- شعب.. ٣- سيادة.
ومن شروط السيادة ثلاثة محاور أساسية:
١- عملة.. ٢-إقامة سجون.. لتنفيذ قانون الدولة.. ٣- منافع تؤديها الدولة للمواطنين.
الرسول فى المدينة لم يكن لديه أى محور من محاور مفهوم الدولة.
أولا: كان «مقيما» فى المدينة ولم تكن أرضه.
ثانيا: لم تكن له «عملة». كان يستعمل العملات الرومانية والفارسية.
ثالثا: لم ينفذ الحدود على المسلمين إجبارا. كان التنفيذ اختياريا. فلم يكن لديه سجون.

كان صلى الله عليه وسلم ينفذ العقوبات فى غير إلزام. تذهب إليه المرأة المقرة بالزنى فيأمرها حتى تلد طفلها وتفطمه.. لم يقبض عليها كما تفعل الدولة!

كان المخطئ يذهب إليه لتنقية نفسه من دنس الذنوب.. لا من أجل توقيع العقوبة!
لقد كان اختراع نظرية أن الإسلام دولة على يد بنى أمية اختراعا شيطانيا منذ ليلة الحانة المكية!
الأحد نكمل