الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسلام دين وليس دولة (7-2)

الإسلام دين وليس دولة (7-2)







خطف السُلطة!

الدين لا علاقة له بالدولة. سواء كانت الدولة بالمفهوم القديم أو الحديث. الدين مادة أخلاقية تخاطب الإنسان بالأساس ووجدانه. الدولة تنظم العمل العام انطلاقًا من المصالح والخبرات الإدارية المكتسبة. دور الدين فى الدولة هو الحض على القواعد الأخلاقية فى الدساتير والقوانين. فقط لا غير.
لم يكد يوارى المسلمون جثمان الرسول صلى الله عليه وسلم الثرى حتى اندلع الخلاف حول مفهوم الدولة. إذ لم يكن فى الإسلام الذى جاء به الرسول الكريم قواعد تحدد فكرة الدولة. كانت قيادته للمسلمين داخل مجتمع المدينة روحية. لا علاقة لها بالإدارة المتعارف عليها آنذاك.

فى سقيفة بنى ساعدة وقع الخلاف. قال سعد بن عبادة الأنصارى «أنا ملك المدينة». كان ابن «المدينة» وقادة المسلمين الكبار يقيمون لديهم مهاجرين!

سأل صحابى أبا بكر والرسول فى فراش الموت: أنسأله من يخلف ويحكم من بعدك.
قال أبو بكر: لم يقل به من قبل وكان ساكتا عنها ولو قال بقول لوجب. صمت الصحابيان الكبيران. ومات صلى الله عليه وسلم دون أن يقول بأن الإسلام دولة!
بل كان عقيدة يعتقد بها من يشاء وللإنسان اختيار طريقة إدارته!
لذلك اجتهد المسلمون فيمن يكون الخليفة من بعد وفاة الرسول. فقالوا إن أبا بكر صلى بالناس نيابة عنه فى مرضه وهو ثانى اثنين؟
كان اختيار أبى بكر اجتهادا وليس نصا. أبدا لم يكن فى الإسلام نظام للحكم أو يحدد له مشارب.

قتل أبو بكر الصديق فكرة «بن عبادة» فى مؤتمر «السقيفة» بأن قال بعد أن أثنى عليه وعلى الأنصار واستقبالهم للمسلمين المهاجرين من مكة:  منا الأمراء.. ومنكم الوزراء!

لقد كانت قسمة فيدرالية لحكم المدينة بجلاء.
«لهم النبوة ولنا الملك»
.. «منا الأمراء ومنكم الوزراء».
جملتان عظيمتان حددتا طرق الاستيلاء على الإدارة المدنية لدولة المسلمين بعد وفاة رسول السماء صلوات الله عليه.
 غير أن الفرق شاسع بين الجملتين. الأولى قال بها قادة بنى أمية وضعوا بها خطة لخطف الدين لصالح السلطة  من «بنو هاشم» بعد ر حيل النبي.
الجملة الثانية قالها أبو بكر رضى الله عنه لخطف «السلطة» من أهل المدينة لصالح «الدين»!
لقد كان صراعًا بشريًا فطريًا على الإدارة والدولة الجديدة لم يكن للعقيدة الإسلامية التى نزلت على سموات مكة والمدينة أى علاقة به!
ولو كان له علاقة لما بنى بنو أمية دار الحكم و أسسوا الدولة فى الشام بدلا من مسقط الرأس الشريف فى مكة أو الجثمان المسجى فى المدينة!
غدًا نكمل