الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسلام دين وليس دولة (٣-٧)

الإسلام دين وليس دولة (٣-٧)






المرتدون عن الدولة


الصراع المرير الحادث عقب وفاة الرسول يشى بجلاء ووضوح أن مفهوم الدولة وعلومها لم يتطرق لها الإسلام ولا شأن له بها . لو كانت مفاهيم «الدولة» حاضرة عقائديا وتوجيهيا ضمن تعاليم السماء لما اقتتل الصحابة عليها ورفض بعضهم انتخاب بعض!

سعد بن عبادة  الذى طلب الملك على المدينة فى سقيفة بنى ساعدة عقب دفن الجثمان الشريف لم يمنح صوته الانتخابى لأبوبكر الصديق وكذلك لعمر بن الخطاب من بعده . دخل فى تحالف على بن أبى طالب وجبهته التى تقول بعض الروايات إنه كان يرى من خلالها أنه أحق بالخلافة.
لقد قتل ابن عبادة فى عهد ابن الخطاب وقيد الحادث آنذاك تاريخيا ضد مجهول!

تديين السلطة هو الذى خلق فكرة أن الإسلام دولة . وجد المسلمون بعد النبى أنفسهم أمام ضرورة أن يكون للمجتمع دولة . إدارة مجتمعية لجمع كبير من الناس فى المدينة وباقى البلاد التى دخل أهلها فى عقيدة الإسلام. عندئذ تم استدعاء مفهوم الدولة. الاستدعاء تم فى سقيفة بنى ساعدة. ثم ما فتئ أن يدخل الجميع فى الصراع على السلطة وهو صراع بشرى تاريخى لم يتفردوا فيه!

فى حروب ما عرفت تاريخيا بالردة خرج الخليفة أبوبكر يقاتل المرتدين الذين منعوا الزكاة.
دعاة مفهوم أن الإسلام دولة يقولون بإنها حرب ضد من ارتد عن الإسلام . الحقيقة تجافى هؤلاء الدعاة . لأن قتال «المرتدين» لم يكن من منطلق دينى. بل من منطلق مفهوم الدولة المكتسب من الواقع . منطلق مدنى مؤسسى لأنهم أخلوا هنا بعلاقتهم بالدولة. لأنه لو أن هؤلاء منعوا الصلاة ربما لم يكن أبوبكر ليعرف أساسا بأمرهم لأن الامتناع عن الصلاة وإن كان تقصيرا دينيا جسيما إلا أنه ليس له علاقة بتسيير أمور الدولة. لقد كان قتالا ضد رفض دفع الزكاة لأنها مورد من موارد الدولة . ومنع المورد هو ما يؤثر تأثيرا مباشرا على مواردها.
نستطيع أن نقول أنهم منعوا دفع الضرائب!

لقد كانت حربا لتصحيح تسيير أمور الدولة تم استخدام الدين فيها حتى تكون تجييشا معنويا ضد «المرتدين»!
غدًا نكمل