
رشدي أباظة
الشيخ كشك المنولوجست الدينى (2-2)
أنشأ الشيخ كشك مدرسة دعوية سار على دربها كل دعاة التهييج والإثارة ممن لا علم لهم أو بضاعة. فقد كان احتراف الصوت العالى ودغدغة عواطف الجماهير هو العلم الذى غرسه كشك فى كل الدعاة حتى الآن .
لاينقل الناس عن كشك أى علم انتفعوا به منه. لا تجد من يحدثك عن فقه أو علم تعلمه منه فى خطبه المنبرية العنترية .
سل شخصًا عن الشيخ كشك سيقول لك: كان صاحب دم خفيف!
كان الرجل يقص العديد من القصص دون أن يراها أو يستوثق منها . منبر الرسول يستحق التوثيق فى التلاوة على الناس. كان مهموما بنجوميته على حساب العلم والتفقه.
أتخيل الرجل وهو بصدد الإعداد لخطبه سيلقيها من أعلى المنبر، وقد عقد العزم على أن تتضمن فقرته السخرية من أحد الفنانين الذى وقع عليه الاختيار ليكون مادة « للغيبة المعلنة».
وأتخيل وهو يتابع عن كثب أحد إبداعات هذا الفنان ليبحث فيها عن ثغرة يستخدمها مادة لسخريته، هو يقضى وقتا للتركيز الشديد بما يعنى اهتمامًا شخصيًا بالغًا بالمنتج الفنى، وفى كل مرة لا يجد سبيلًا إلا انتقاد الفنان نفسه.. واستهدافه شخصيًا؟
تلك الحالة لدى كشك ظهرت بوضوح بعد الدور الوطنى الذى بذله الفن المصرى بعد النكسة فى الصمود والحشد والتعبئة واستنهاض الهمم.
لقد كان الرجل حاقدا بامتياز على المجتمع المصرى كونه أحد دعاة تنظيم الإخوان المسلمين!
لا يعرف الكثير أن كشك كان أحد أعضاء الإخوان وأحد أقطاب دعاة الإسلام السياسى فى مصر آنذاك.
كان كشك أحد دعاة تثوير الناس على الدولة ونموذجا صارخا فى استخدام الدين والمسجد لصالح هواه السياسى الذى لم يعلنه على الناس ولو من باب درء شبهة النفاق!
صارت المدرسة الدعوية الإجرامية بعد كشك كما رسمها الإخوان حتى قبيل ثورة ٣٠ يونيو .
دفع الدولة ودفع المجتمع ودفع المسجد ثمنًا باهظًا لنشوء هذه المدرسة الآثمة التى أسست لتشويه الخطاب الدينى فى مصر .
لن أتحدث عن كمية الأحاديث وقصص السيرة النبوية المكذوبة والموضوعة التى كان يستخدمها كشك ومدرسته من بعده. هذه الأحاديث التى كانت أحد أسباب تدنى الثقافة الدينية فى مصر. ثقافة كانت أهم رافد من روافد أحجار العثرة أمام تطور خطط التقدم القومى للدولة المصرية.
لقد كان عبدالحميد كشك أحد دعاة الخطر على مصر. دعاة على أبواب جهنم!