الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سقوط الإعلام الغربى

سقوط الإعلام الغربى






قبل ثلاث ليال من الآن. نشر مكتب وكالة الأنباء الأمريكية بالقاهرة خبرا سياسيا محضا لا علاقة له بمهنة الصحافة التى أظنها محل عمل الوكالة بالأساس!

يقول الخبر إن السلطات المصرية منعت بيع السترات الصفراء للمواطنين خشية اندلاع التظاهرات المنتظرة فى ٢٥ يناير القادم!
كان الخبر كله مجهولا فى جميع مصادره المشار إليها. فلا يوجد مصدر واحد معلوم فى القصة. من البائع الذى نسب إليه المحرر قرار السلطات إلى الجماهير العريضة التى أوقفها قرار منع بيع السترات عن التظاهر إلى المصدر المسئول الذى رفض نشر اسمه!

لا إخال أن مكتب الوكالة بالقاهرة كان قد احتسى كوبا من الفوديكا الروسية وهو يكلف باختراع قصة سياسية يسوقها خبرا صحفيا يعبر فيها عما يجيش بصدور  النشطاء السياسيين العاملين لديهم تحت مسمى صحفيين!

تلقف خبر الوكالة الأمريكية المكذوب مكتب قناة bbc العربية بالقاهرة وأجرى حلقة نقاشية عن رفض مصر بيع السترات الصفراء ثم الموقع الإلكترونى لقناة روسيا اليوم ثم عدد من المواقع الصحفية لتنتقل القصة ككرة الثلج وتتقاذفها وسائل الإعلام دون أن يستوثق مسئول واحد بالطرق المهنية المعروفة عن صحة الواقعة. لقد كنا على موعد مع إحدى طرق غسيل الأخبار وتدويرها!

كتب كل هؤلاء الخبر المفبرك كما لو كانت شؤون الدول تدار من باب التجربة المستمرة.
كما لو كانت مصر أقدم دولة فى التاريخ يمكن أن تظل «دولة تحت الاختبار».

من هذا المنطلق ظهرت أصوات كما لو كانت قد وجدت ضالتها المنشودة فى أحداث فرنسا. راحت تستدعى الاستنساخ فى مصر. ويكأن مصائر الدول يمكن أن تخضع لتقلبات المزاج أو موجات الملل وآلام المظالم الشخصية!

إذا افترضنا أن هناك قوى تحسب نفسها على تيار يناير الذى عملت لصالحه وكالة الأنباء الأمريكية القاهرة وما تلاها ممن رضى على نفسه المشاركة فى غسل الخبر المزور. ولديها القدرة على استنساخ حالة مشابهة فأين كانت عام ٢٠١١ عندما ادعت أن تنظيم الإخوان قد سرقوا ثورتهم؟

وهل سيشمل تحركهم الجديد تمثيلا للإخوان أم هم بالأساس «سماسرة السياسة» من الباطن لصالح الإخوان. على أن يكون ذلك أملا فى تحقيق ارتقاءة إخوانية أمام دولة مضغوطة تحت وطأة مشهد مرتبك يتم الإعداد له حاليا؟

أين الحكمة من استدعاء تجربة فرنسية لم تكتمل. ولم تنته لمساراتها المحتملة.
أيها الجاهلون: لماذا الإصرار على أن تظل مصر دولة الجمل الناقصة؟