الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السترات الدافئة «2-2»

السترات الدافئة «2-2»






لعلى أذيع سرًا إذا قلت إن عددًا من النشطاء المصريين كانوا ينوون التوجه الأسبوعين الماضيين إلى تونس «تمويهًا» للسفر فرنسا لدراسة تجربة «السترات الصفراء» الباريسية.
لقد كانت الغاية نقل خبرات العمل الثورى إلى القاهرة لاحقًا!

ولعل إلقاء السلطات البريطانية قبل يومين القبض على الناشط الإخوانى عبدالرحمن عز فى مطار هيثرو أثناء سفره إلى الأراضى الفرنسية إشارة واضحة لمحاولة ابتعاث ما حدث فى القاهرة ليلة ٢٤ يناير ٢٠١١!

يحاولون معاودة الكرة. لا يفترون من محاولة هدم مصر بتثويرها والإلقاء بأهلها غياهب جب مخيمات اللجوء والبحار!
دعوات نشطاء مصر ذات الطابع اليسارى المتحالف مع الإخوان بالسفر إلى فرنسا ذات النفقات والتكلفة لو تعلمون عظيمة.

ماذا لو أنفقناها لتدشين حملة «السترات الدافئة» لوقاية المصريين قسوة البرد فى الصعيد وسيناء والدلتا؟
من الذى رسخ المفهوم الثورى بالرفض والاعتراض طوال الوقت. إذا كان هناك سبب للغضب فإن علاج هذا السبب يجب أن يكون معلومًا من الثورة بالضرورة. لماذا لا يكون العلاج بالعطاء؟
من الذى رسخ مفهومًا للفعل الثورى السلبى بينما الفعل الإيجابى متاحًا. أليس ذلك هو الجهاد، الأعظم؟
إذا كانت «الصدقة» برهان «الإيمان» فإننا نرى أن «العطاء» هو «برهان» الثورة.

لو افترضنا أن هناك من يستدعى حالة إلهام ثورى من الحالة الفرنسية. إذن المراد هو استنساخ «الشكل» وليس المضمون. هؤلاء يدعوننا لارتداء سترات فرنسية مماثلة!

هل هذه هى الثورة المنشودة؟
نسألهم: ما الذى يمنع أن تكون الدعوة عامة بأن توجه هذه «السترات» لكساء الطبقات الأكثر احتياجًا؟
إذا افترضنا أننا بصدد عمل سياسى أو عمل اجتماعى مطلوب تسييسه فإن المسار المشار إليه يحقق ما يلى:
١- كشف قصور رسمى فى التواصل مع الطبقات الأكثر احتياجًا.
٢- توجيه الدولة نحو تحمل مسئوليتها الاجتماعية.
٣- تفويت الفرصة على جماعات الإسلام السياسى فى استغلال الفقر.
٤- يمكن أن تكون الحملة بداية لمشروع حزبى يبدأ بالبناء الشعبى لقواعده.. أى بناء قواعد شعبية كرصيد لهذا الحزب وليس إنشاء حزب ثم البحث له عن قواعد!
٥- اختبار قدرة المعارضة على التواصل الفعلى مع الجماهير.
٦- قياس قدرة المجتمع المدنى على العطاء وعلى إنفاق تمويلاته فى مسارات معلنة!
يبحث السادة النشطاء عن سترات صفراء فى القاهرة مستوردة من باريس فيما لا يريدون أن يعرفوا أن الدولة المصرية يرتدى أبناؤها ذات السترات الصفراء فى مشروعات البناء والإسكان والصرف الصحى وبطول البلاد وعرضها.. يرونها «صفراء» ونراها «دافئة»!