الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إكس لارچ!  «2-1»

إكس لارچ! «2-1»






قبل خروجى للمعاش المبكر من الأهرام كنت صاحب قوام رشيق ومتناسق.
لم أكن أعرف طريق السمنة. الجلوس الدائم  على كورنيش بحرى بالإسكندرية حيث أستقر الآن جعل منى رجلًا بدينًا!
مشاعر «البدانة» لا يعرفها إلا السادة البدناء من أمثالى الآن. مشاعر تضرب فى سويداء القلب والسكر والضغط والمزاج الإنسانى المعين على تقلبات الدنيا.
مشاعر تبعث على الاكتئاب وتمنى التخلص من الحياة أو السمنة.. أيهما أقرب!.. نكأ الرئيس السيسى فى كلمته أول أمس جرحى الأليم . وجرح كل سمين . قال: إن السمنة سم قاتل!
حدثتنى نفسى بأن الرجل يسخر منا نحن البدناء كما ذهبت قنوات الإخوان التركية. الفارق بينى وبين هؤلاء أنهم صيروا دعوة الرئيس السيسى «سياسية» فيما صيرتها أنا تذكيرًا مزعجًا لحالى البدين بعدما كنت يومًا ما رجلًا رشيقًا!
تأملت دعوة الرئيس بعيدًا عن أمراضى النفسية التى سببتها «البدانة» فوجدتها  تغوص فى الاهتمام  بالأمن القومى المصرى.
قلت لنفسى إن الدعوة هنا ليست دعوة ظاهرية من أجل التقشف. ليست لها خلفية سياسية كما استخدمتها قنوات مكملين والشرق أو كما سيستخدمها آخرون من دونهم !
هى دعوة تشى بأن عملية الانضباط البدنى قائمة على الالتزام بالتغذية السليمة الصحية. وليس بالامتناع عنها؟
لقد كانت دعوة عميقة تقوم على الأسس التالية:
١- التأمل فى الذات
٢- القدرة على إدارة الذات
٣- اختبار قدرة السيطرة على ثقافة الاستهلاك
٤- الاستثمار الصحى فى الموارد البشرية
٥- الاتساق المنطقى بين الشكل والمضمون
بعد تفكير جاد وجدت الدولة المصرية أمام مشروع قومى لبناء الإنسان!
ومن العجب أن البعض سيتعامل مع الدعوة بشكل «سياسى». رغم أن الثقافة الشعبية المصرية  ما زالت تتعامل مع ظاهرة «البدانة» من خلال مشاعر تبدو ثابتة وموحدة فى جميع الطبقات أبرزها:
١- السخرية والتهكم.
٢- الذم والقَدْح .
٣- الاتهام بالكسل .
٤- مدعاة لاعتلال الصحة.
٥- مدعاة للشره المرضى الذى يتحول أيضا مادة للسخرية.
الدعوة الرئاسية لم تخترع حالة من العدم .
هى فى حقيقتها توصيف «مسئول» لثقافة بدأت تنتشر فى مصر فى السنوات الماضية ومظاهرها مايلى:
١- تزايد أعداد برامج القضاء على السمنة بالقنوات المختلفة
٢- تزايد عيادات التغذية العلاجية وأمراض السمنة وأعداد المترددين عليها
٣- تزايد صالات «الجيم» وجميعها تحقق أرباحًا ما يعنى عبئًا اقتصاديًا .
٤- انتشار ظاهرة اهتمام النجوم والفنانين بأشكال أجسامهم ونشر صورهم داخل صالات التدريب
٥- انتشار مجموعات النصائح والوصفات من أجل الرشاقة على شبكات التواصل
٦- تزايد معدلات العمليات الجراحية بهدف التخسيس والتنحيف .
ما أود قوله هنا إن «التحرك الشعبى» نحو «الدعوة الرئاسية» حول ضرورة مواجهة خطورة السمنة قد سبقت أى تحرك حكومى. فلا يصح هنا التسييس!