الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جوائز الدولة.. نداء أخير للجامعات المصرية

جوائز الدولة.. نداء أخير للجامعات المصرية






نداء أخير قبل إقلاع الطائرة، لم أسمع هذا النداء كثيرا فى المطارات، فقد سافرت مرتين خارج الوطن، مرة إلى أمريكا عام 96 فى بعثة دراسية لجامعة بلتمور لدارسة التربية المستمرة واللغة الانجليزية، ومرة إلى تونس بدعوة كريمة من الهيئة العربية للمسرح، فقد كنت أحد المحكمين فى مسابقة مسرح الطفل فى الخيال العلمى مع زميلين عزيزين  الباحث والناقد حمدى الحامدين من تونس والكاتب والمخرج المسرحى المسكينى الصغير من المغرب عام 2017، علاوة على أننى كنت رئيسا لإحدى الجلسات فى المحور الفكرى عن سلطة الكاتب المسرحى ومعارفه فى المهرجان المسرح العربى فى يناير الماضى، أرجو ألا يستغرب أحد فلم أسع لسفر أو أطلب من أحد ذلك رغم أننى كنت عضوا لمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر لدورتين ومديرا ورئيسا لتسع إدارات عامة ومركزية وممتازة بوزارة الثقافة، وباقى لى عشر سنوات على المعاش!!
 وندائى قبل إقلاع شهر ديسمبر لجامعات مصر وهو نداء نابع من حرص شديد كمثقف مصرى على أن تشارك الجامعات المصرية خاصة فى الأقاليم التى أنتمى إليها لتستعمل حقها القانونى فى ترشيح من تراه مناسبا لجوائز الدولة فى التفوق والتقديرية والنيل للمصريين وللعرب، على أن يكون الترشيح فى تلك الجوائز فى كل الفروع؛فى الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية.
  فموقف الجامعات المصرية من جوائز الدولة موقف غير المتحمس حتى الآن وأراه متمثلا فى أربعة مواقف؛يختلف الموقف باختلاف الجامعة ومكانتها وموقعها ومن يترأسها ومجلسها ؛فبعض الجامعات المصرية لا ترسل بالأساس أية خطابات للمجلس الأعلى للثقافة بمن تريد أن ترشحهم لتلك الجوائز، وهى بذلك تحرم أبناء الإقليم من العلماء والأدباء والفنانين من فرص الفوز بجوائز الدولة، وتعطى الفرص لآخرين وتحرم أبناءها،  وربما يكونون أقل مقدرة وكفاءة وإبداعا من بعض الذين حصلوا عليها، وربما العكس، كما أن الجامعة التى لا ترشح أحدا تعطى للمجلس الأعلى للثقافة صورة ذهنية ربما لا تكون واقعية عن الجامعة نفسها.
و الموقف الثانى أن بعض الجامعات ترشح فقط فى بعض الجوائز وتترك الجوائز الأخرى، أو تركز فى جائزة واحدة فقط، فبعضها لا يرشح لجائزة الدولة للتفوق وتقتصر الترشيحات المرسلة لجائزتى النيل والتقديرية، كما أن البعض الآخر يترك أيضا داخل كل جائزة فروعا لا يرشح لها، كأن يرشح البعض لجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية تاركا الفنون والآداب دون ترشيح، ويحدث هذا كثيرا، وأرى أن على مجالس الجامعات أن تحدد سنويا الكليات المختصة بكل جائزة، كأن تكلف على سبيل المثال كليات الآداب والألسن بأن ترشح جوائز الآداب وتكلف الكليات الفنية مثل الموسيقى والمسرح والسينما والفنون الجميلة والتطبيقية التربية الفنية والنوعية بأن ترشح جوائز الفنون، وتكلف كليات الحقوق والتجارة والتربية والخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية وبعض الأقسام بكليات الآداب بأن ترشح جوائز العلوم الاجتماعية، لو حدث هذا الأمر لعرفت كل كلية دورها فى ترشيحات جوائز الدولة.
و يأتى الموقف الثالث قاصرا على ترشيحات بعض من يطلب فقط ترشيح نفسه من أساتذة الجامعة أو من خارجها، فيوافق  مجلس الجامعة على الطلب أو يرفض، وفى الأغلب توافق المجالس والغريب أن المتقدم بهذا الطلب لترشيح نفسه يتقدم به لعدة جامعات أخرى حارما آخرين من فرصة الترشيح، وأعتقد أنه يفعل ذلك ليعطى نفسه فرصا أكثر، والغريب أن تلك الجامعات ترشحه دون أن تجهد نفسها فى البحث عمن يستحق هذا الشرف من أبناء الجامعة أو من خارجها من الأدباء والفنانين وأساتذة العلوم الاجتماعية.
الموقف الرابع أن بعض الجامعات لا تعرف بالكلية أن من حقها أن ترشح لجوائز الدولة خاصة بعض الجامعات الجديدة التى تكونت أو انفصلت عن جامعات أخرى ولا تعطى أهمية تذكر لمثل هذه الأشياء التى تراها أمرا غير ذى بال أو أنه لن يضيف للجامعة كثيرا رغم أن هذا الأمر يجب أن يكون من عناصر الجودة داخل كل كلية والفائز بالجائزة من أبنائها أو من غيرهم يعتبر إضافة لها حال ترشحه وفوزه.
وأخيراً أعود لبث النداء مرة أخرى للجامعات المصرية قبل أن يقلع شهر ديسمبر وتنتهى المدة المحددة أن يسارعوا بترشيح من يستحقون من أبناء الإقليم أو غيره لينال جوائز الدولة المصرية فى الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ولو تعرف هذه الجامعات انها تقدم خدمة جليلة لاستعمال حقها وترشيح البارزين من أبناء إقليمها لسارعت بترشيح من يستحق فورا.