الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تسويق مصر «2-2»

تسويق مصر «2-2»






لم تكن عملية تسويق الدولة المصرية بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى وثورة ٣٠ يونيو بالأمر اليسير. كانت مهمة انتحارية بامتياز. عملية تشبه حرب استعادة أرض سيناء فى أكتوبر ٧٣.
الأجواء غائمة وضبابية. دول كبرى ممتعضة. تربص قاتل يشل الأطراف. ويحولها لأشلاء.
من هنا كانت مهمة الرئيس السيسى فى التواصل الخارجى. مهمة ارتكزت على إيمانه بقيمة الدولة المصرية. وقيمة ثورتها. قدم للمرة الأولى ما يمكن تسميته بخدمة «ما بعد الثورة»!
وتعنى القدرة على إدارتها وتصحيح مساراتها وتوجيهها نحو أهدافها السامية. حولها من فعل «الثورة» إلى فعل «الدولة». فعل الدولة الذى يصلح للاتصال الخارجى والوفاء بالتزامات هذا الاتصال!
هيا نتخيل وضع مصر إذا تقاعس السيسى عن الاتصال الخارجى أو فشل فيه.
سنكون أمام احتمالات محددة:
١- فرض حصار وعزلة على مصر.
٢- فرض مصالحة إخوانية على مصر.
٣- فرض حالة تحجيم إقليمى على مصر.
٤- فرض أجندة على الرئيس المصرى أى رئيس يظهر سلوكه مخالفا لما خرجت من أجله ثورة ٣٠ يونيو فتحدث أزمة فى السلام الاجتماعى والسياسى.
لقد كان تحرك الرئيس السيسى نحو الخارج هو جزء من التزامه بالعقد الثورى الجديد الذى أبرمته الجموع عشية ٣ يوليو ٢٠١٣. والذى عرفناه بخارطة الطريق. خارطة مثلت التواصل الخارجى وهو أحد أهم محطاتها!
عملية الاتصال الخارجي تعددت أطرافها. وانتهت إلى تحقيق علاقات مستقرة بنيت على تفاهمات مع أطراف كانت مواقفها حادة تجاه ثورة ٣٠ يونيو. أى أن نجاح الاتصال حتما يعبر عن عدالة الثورة المصرية كما يعبر عن نجاح الرئيس فى عملية الشرح وإعادة التوصيف. توصيف أسفر عن تغير جذرى فى شكل العلاقات.
عندئذ مارس السيسى «الدبلوماسية الثورية» ربما للمرة الأولى ليقول إن ٣٠ يونيو قامت من أجل ضمان أن تظل مصر رقما حاسما فى معادلة الأمن الدولى والإقليمى. جعلها رقما حاسما بدلا من تركها تتحول إلى مصدر لتهديد دولى. رقما حاسما بعد أن كانت ستتحول حتما الى ممر آمن للهجرة غير الشرعية. رقما حاسما فى أن تتحول إلى قاع لارتكاز عناصر إرهابية نازحة. ومسار لحركة السلاح غير المشروعة!
رقما حاسما حتى لا تكون نموذجا للدولة القائمة على الطائفية.
تسويق مصر بالاتصال هنا كان حتميا ليثبت أن انتصار ٣٠ يونيو هو انتصار للأمن والسلام الدوليين.
ألم نقل بأن تسويق مصر عملية انتحارية؟
لقد كان الغنم بالغرم!