الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السادات ناقدًا إذاعيًا!

السادات ناقدًا إذاعيًا!






بعد فترة قصيرة من تولى الرئيس السادات حكم مصر عقب وفاة الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر»، طلب المخرج الاذاعى الشهير «محمد علوان» نجم اذاعة الشرق الأوسط من الأستاذ الكبير «موسى صبرى» أن يكتب له مسلسلا إذاعيا يدور حول حياة أنور السادات منذ طفولته حتى توليه الرئاسة!
تفاصيل الحكاية تستحق القراءة وقد رواها بنفسه الأستاذ «موسى صبرى» فى كتابه «السادات الحقيقة والأسطورة»..
فكتب يقول:
«انتهى «علوان» من إعداد الحلقة الأولى وطلب منى أن يسمعها الرئيس حتى يكون ذلك دافعًا له على الاستمرار بحماسة! وتحرجت أن أطلب ذلك من الرئيس، فطلب «علوان» نفس الرجاء من «محمود أبو وافية» عديل الرئيس ووافق السادات.
وذهبنا إلى القناطر، كان الوقت بعد الظهر وجلسنا فى شرفة الدور الثانى للاستراحة وجاء الرئيس وبدأ الاستماع.. كانت المقدمة نشيدًا لشادية عن مصر لحنه محمد الموجى، وطرب السادات من النشيد وقال: الموجى ده عفريت لقد لحن الآذان. وكان «أحمد مظهر» يمثل دور «السادات» فى هذا المسلسل وكان «حمدى غيث» يمثل دورًا آخر!
وكان «مظهر» يقلد صوت السادات وطريقة أدائه المنفردة وتقبل السادات ذلك بارتياح وهو يروى:
- شوف مظهر بيقلدنى إزاى؟!
وأذكر أننا عرضنا عليه واقعة تاريخية فى المسلسل أراد «أحمد مظهر» تغييرها لأنه كان أحد شهودها وقال السادات: لا.. مظهر ناسى ما كتبتموه هو الصحيح!
وروى تفاصيل الواقعة بالأسماء والتواريخ الدقيقة، واستمر يستمع إلى الفصل الأول، وكلما سمع صوت ممثل جديد كان السادات يذكر اسم الممثل أو الممثلة بمجرد سماع الصوت: ده حمدى غيث «عظيم يا حمدى».
واستهواه جدًا نشيد دنشواى وكان يغنيه صوت جديد فى ذلك الوقت هو المطرب «هانى شاكر» واللحن لمحمد الموجى وسأل السادات عن اسم المطرب وتوقع له مستقبلا ناجحًا!
كان السادات عاشقًا للمسرح والسينما، وفى معتقل الزيتون عام 1943 كان السادات يغنى أغنيات اسمهان ويطرب للأصوات الجميلة!
واقعة أخرى يرويها موسى صبرى عندما استدعاه السادات فى المساء لأمر ما لا يعرفه، وفجأة رفع السادات سماعة التليفون وسأل: ألم تجدوه بعد؟! ثم اتجه إلى موسى متسائلا: الواد ده غطس فين؟! وسأله موسى: مين ياسيادة الرئيس؟! قال السادات: «بليغ حمدى إننى أبحث عنه فى كل مكان بلا جدوى.. كنت عاوز أسمع شوية تقاسيم.. الواد ده موهوب!».
ويضيف «موسى صبرى»: كان- السادات- يحلم بالتمثيليات الضخمة والأوبريتات الكبيرة عن تاريخ مصر، وقد طلب من «محمد عبدالوهاب» أن يغير من موسيقى السلام الجمهورى بنغم نشيد بلادى.. بلادى «وأعطاه رتبه عسكرية شرفية كى يقود فرقة موسيقى الجيش بهذا النشيد، وحرضه كثيرًا على وضع موسيقى لأوبريت ضخم عن تاريخ مصر.
ولذلك فقد أعجب السادات بأوبريت «بهية» الذى ألفه الدكتور رشاد رشدى وكان قد عينه مستشارًا للرئيس للآداب والفنون! وكان يتمنى أن يرى فيلمًا سينمائيًا عالميًا عن نصر أكتوبر 1973، وكان فى ذهنه دائما فيلم «أطول يوم فى التاريخ الذى ظهر عن الحرب العالمية الثانية وبه أكبر عدد من نجوم السينما العالميين».
وفى آخر احتفال بعيد الفن شهده السادات، انتهى الاحتفال بنشيد وطنى رائع، ووقف السادات فى شرفته وغنى النشيد مع الفنانين والفنانات والجماهير».
وما أكثر حكايات السادات مع الفن وأهل الفن سواء رواها بنفسه أو رواها غيره ممن اقتربوا منه!