
رشدي أباظة
استبـاحة المـال العـام!
يبدو لى أن الرئيس السيسى يعيد صياغة مفاهيم قديمة جديدة فى إدارة الدولة.
الرجل يعرف مفهوم الدولة. مفهوم تم تغييبه منذ عشرات السنين حتى صار جبلًا شاهقًا من التعديات.
تقول العرب إن الجبال من الحصى. يضرب السيسى رأسه فى الجبل. حاملًا عزيمة أقوى من الجبل لهدم ذلك الجبل!
طلب أمس التوقف عن استباحة المال العام.
الاستباحة التى قصدها الرئيس تتجاوز المفهوم التقليدى للفساد.
استباحة المال العام تتم من خلال منظومة:
١- الاستيلاء على المال.
٢-تسهيل الاستيلاء عليه.
٣-إنفاق العام على الخاص.
٤- إنفاقه فى غير موضعه المخصص.
هذه الاستباحة كارثة قومية من خلال ما يلى:
١- إفقاد المال العام قيمة حرمته.
٢- خلق ثقافة الاستباحة لدى أجيال ناشئة خاصة فى استخدام العام من أجل الخاص.
٣- إيجاد منظومة مبررات للفساد والإفساد.
٤- الطعن على الدولة وعلى مسئوليها بظهر الغيب بادعاء أنهم متورطون أو مستفيدون من حالة الاستباحة.
٥- خلق حالة ازدواجية مجتمعية فنجد نماذج تستبيح المال العام بينما هى ملتزمة بكل الفروض الدينية.
٦- إهدار فكرة دولة القانون التى تسأل وتحاسب.
٧- تحويل الفساد الى أعراف وعادات مألوفة.
٨- الهجوم على الدولة حال شروعها فى حفظ المال العام بادعاء أنها تُمارس المنع أو التضييق!
مطلب الرئيس السيسى بمكافحة حقيقية للفساد المستشرى الذى يطالب به الناس.. فهل سيرضخ الناس؟
الدولة الآن لديها إرادة حقيقية فى مكافحة الاستيلاء على الأموال العامة.
قبول المواطن بالمكافحة يبدأ بالترحيب ويمر بالتوقف عن المخالفة وينتهى بالمساعدة والتوقف عن الإفساد بالمشاركة فى الاستيلاء على ماله العام.
من هنا تبدأ مفاهيم الدفاع عن الدولة فى الرسوخ.
ألم نقل من قبل إن مفهوم الدولة المصرية آخذ فى النضوج؟