الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أصحاب المحطة وليس المشاهد!

أصحاب المحطة وليس المشاهد!






 تتفنن المحطات التليفزيونية فى إطلاق وابتكار شعارات وعبارات لخداع المشاهد وهى شعارات كاذبة تماماً لا يصدقها إلا أصحابها وفيها محطة «الجزيرة» التى تردد كذبة أنها محطة «الرأى والرأى الآخر»، ونفس الشىء ينطلق على قنوات الجماعة إياها التى تبث من اسطنبول!
ولا أحد من أفندية هذه المحطات يعترف بذلك أبداً إلا بعد أن تطرده المحطة فيبدأ فى نشر غسيلها القذر ونفس الشىء يحدث فى المحطات العالمية الشهيرة!
ولعل أهم وأخطر شهادة فى هذا الصدد هى ما روته المذيعة الشهيرة «دورين كايز» التى رأست مكتب محطة «إيه.بى.سى» الأمريكية فى القاهرة لعدة سنوات ابتداءً من نوفمبر 1977. وقد تابعت مبادرة الرئيس السادات وسفره للقدس وما تلاهما من أحداث درامية ورغم كل النجاحات التى حققتها فما أكثر المواد التليفزيونية التى أعدتها وفوجئت بالمحطة لا تعرضها، وقد روت فى كتابها المهم «ضفادع وعقارب.. من الذى قتل السادات»، تجربة مؤلمة كان بطلها «سيمونز» المخرج التليفزيونى الذى تصفه بأنه من أقدر العاملين فى مجال تغطية الأحداث فى مواقعها، والذى كان دائماً ما يقلل من كفاءتها ومكانتها!!
وذات مساء وفى كافتيريا فندق هيلتون بالقاهرة دعته «دورين كايز» لتناول البيرة، وفوجئت به يهاجمها قائلاً: «لن تستطيعى المضى فى هذه المهمة، أنا لا أدرى كيف فكر هؤلاء المجانين فى اختيارك لهذا المكان، هنا ليس أمريكا أو أوروبا، إن العالم العربى مكان بالغ القسوة بالنسبة لأى رجل غربى متمرس فكيف خطر ببال هؤلاء القوم أن يرسلوا له امرأة؟! ثم إنك لا تحسنين الكتابة وشعرك داكن جداً بالنسبة للتليفزيون، ربما يكون أفضل لو صبغتيه بلون فاتح حتى نستطيع التمييز بين شعرك الأسود وسماء الليل المظلمة»!
ومضى المخرج يواصل هجومه وسخريته قائلاً: أنا لا ألومك وإنما ألوم أولئك العباقرة فى نيويورك لإيفادهم امرأة مستجدة مثلك لتغطية قصة تنذر بأن تثير أكبر ضجة فى العالم لعدة أشهر مقبلة؟! ومن امرأة من أعلى الرأس حتى أخمص قدمها!
وعند هذا الحد قررت «دورين كايز» أن ترد عليه بقسوة وعنف قائلة: هل تريد أن تعرف لماذا أوفدونى إلى القاهرة؟! لأنى فعلاً صحفية جيدة ولأننى أعرف أكتب قصة جيدة ولأننى أيضاً قارئة نهمة وأستطيع أن أصوغ أى خبر كأحسن ما يكون!!
وبعد أن مضت تروى له مزاياها المهنية قالت: وأما عن كونى امرأة فى هذا العالم العربى الخشن الذى لا يعترف بوجود غير الرجال، فإننى أعتقد أنك تعيش فى وهم نسجته أنت من خيالك، ومثلك فى ذلك مثل معظم الناس فى الغرب، ويبقى بعد ذلك أنك تريد فى هذا العمل شقراء يكاد شعرها يضىء فى ظلمة الليل، وفى هذه الحالة أولى بك أن تستخدم «فرح فاوست» «الممثلة الشهيرة».
لم يكن «المخرج سيمونز» مهتماً بما تقوله «دورين» لكنها واصلت حديثها قائلة بحدة: فلنترك الحكم للمشاهدين هناك ليقولوا ما إذا كنت أصلح لهذا العمل أم لا!! أليس المشاهدون فى النهاية هم الذين نعمل من أجلهم؟!
وتقول «دورين»: كانت هذه الجملة كافية لانفجار سلسلة من اللعنات فوق رءوس المشاهدين، فقد قال لى: تقولين المشاهدين؟! أنت تعيشين فى حلم كبير يا سيدتى فى وهم اسمه المشاهدين! هل تتصورين حقاً أنك تعملين من أجل إرضاء هؤلاء؟! ها.. ها.. أفيقى يا سيدتى أفيقى!! إنما أنت وأنا وكل الحثالة الذين هنا نعمل لإرضاء شخص واحد هو «رونى أرليدج» رئيسك ورئيسى!!
أما المشاهدون فإن يسعدوا أو لا يسعدوا بما تقدمين فلا أهمية له بالمرة، مهما فكرت فيهم وأرجو ألا تنسى ذلك.
انتهت الحكاية ذات الدلالة، وكما نفهم منها المشاهد آخر ما يهم المحطة، فالمهم صاحب ورئيس المحطة فقط.