
أ.د. رضا عوض
بطل الحرب والسلام
فى هذا الشهر نحتفل بعيد الميلاد المئوى للبطل الشهيد الرئيس محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام وداهية السياسة فى القرن العشرين والذى أعاد مكانة وهيبة مصر عربيا ودوليا بعد أن اهتزت بعد حرب يونيو 1967 والذى قاد مصر الى أكبر وأهم انتصار لها فى العصر الحديث بخطة عسكرية فائقة الدقة وخطة خداع غير مسبوقة وحشد شعبى وعربى صلب نتج عنه نصر أكتوبر العظيم أعظم انتصار لمصر والأمة العربية بعد هزيمة التتار فى موقعة عين جالوت عام1260م.
ولد محمد أنور السادات - فى الخامس والعشرين من ديسمبر عام ١٩١٨، لأب مصرى وأم من ذوى أصول سودانية، فى قرية «ميت أبوالكوم»، بمحافظة المنوفية، وبدأ حياته فى كتَّاب القرية ومكث به ست سنوات استطاع خلالها أن يحفظ القرآن، ومن الكتّاب انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بقرية طوخ دلكا المجاورة لقريته وحصل منها على الشهادة الابتدائية، وعن هذة الفترة يقول إن السنين التى عشتها «فى القرية قبل أن أنتقل إلى المدينة، ستظل بخواطرها وذكرياتها زادًا يملأ نفسى ووجدانى بالصفاء والإيمان فهناك تلقيت أول دروسى فى الحياة».
.... تعلمتها على يد الأرض الطيبة السمحة، التى لا تبخل على الناس بالزرع والثمر، وتعلمتها من سماء قريتنا الصافية المشرقة، أننى أعتقد أننى لو تخليت عن الروح الريفية التى تسرى فى دمي، سوف أفشل تمامًا فى حياتى.
عام ١٩٣٨تخرج السادات فى الكلية الحربية وألحق بسلاح المشاه بالإسكندرية، وفى العام نفسة (١٩٣٨) نقل إلى منقباد وهناك التقى لأول مرة بالرئيس جمال عبد الناصر، وانتقل فى أول أكتوبر عام ١٩٣٩ لسلاح الإشارة، وبسبب اتصالاته بالألمان ومواقفه الوطنية ضد الاستعمار البريطانى لمصر قبض عليه وصدر فى عام ١٩٤٢ الحكم بالاستغناء عن خدمات اليوزباشى محمد أنور السادات . اقتيد السادات، بعد خلع الرتبة العسكرية عنه، إلى سجن الأجانب ومن سجن الأجانب إلى معتقل ماقوسة، ثم معتقل الزيتون قرب القاهرة، وهرب من المعتقل عام ١٩٤٤ وعمل أثناء فترة هروبه من السجن عتالاً على سيارة نقل تحت اسم مستعار هو الحاج محمد.ثم انتقل إلى بلده أبو كبيربالشرقية ليعمل فاعلاً فى مشروع ترعة ري. وفى عام 1945 ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية سقطت الأحكام العرفية، وبسقوط الأحكام العرفية عاد إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردة والحرمان.
وكان قد التقى فى تلك الفترة الجمعية السرية التى قررت اغتيال أمين عثمان وزير المالية فى حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية - البريطانية لتعاطفه الشديد مع الإنجليز. وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد مرة أخرى وأخيرة إلى السجن. وقد واجه فى سجن قرميدان أصعب محن السجن بحبسة انفرادياً،. وبعدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه فأفرج عنه.
رحم الله بطل الحرب والسلام.