الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اسم «إحسان» فى المحكمة الشرعية!

اسم «إحسان» فى المحكمة الشرعية!






عانى الطفل «إحسان عبدالقدوس» كثيرًا بسبب اسمه الذى ظن الكثيرون أنه اسم «أنثى» وليس اسم ذكر، وكان ذلك محل سخرية زملائه فى مدرسة البرامونى الأولية «وأيضًا أساتذة المدرسة!
وفى سن المعاشرة تجسدت مأساة اسم «إحسان» مرة ثانية حيث يقول «إحسان»: «كان ذلك عندما التحقت بالمدرسة الابتدائية واحتاج الأمر طبعًا إلى تقديم شهادة الميلاد وفعلاً قدمتها، ولكن طلب الالتحاق قوبل بالرفض.. لأن المدرسة للبنين ولا تقبل فيها البنات طيب ومين قال إن إحنا عاوزين ندخل عندكم بنات؟! فكان الجواب بأنه مكتوب أمام اسمى فى شهادة الميلاد أنى «أنثى»!
فبحلقت أنا ووالدى فى الشهادة المذكورة فإذا  بالكلام ده صحيح!! أى أننى  مكثت عشر سنوات وأنا بنت بس مش دارى.. يادى الفضيحة! يا ألف عيب الشوم! يعنى لو كانوا أصدروا قانون لوأد البنات كما كان يفعل العرب لوئدت أنا الآخر.. وكنت رحت فطيس!
ولو كانت الحرب قد قامت فى ذلك الوقت وطلبوا الرجال للجندية والأطفال بصفة مساعدين لتركونى أنا من دون الرجال والأطفال جالسًا أطبخ وأغسل وأدادى العيال مع النسوان! فيا كسفتاه.. ويا خيبتاه!
وأخذنى والدى إلى المحكمة الشرعية حيث أثبت لم أنى مذكر من الجنس الخشن فغيروا شهادة الميلاد بعد عدة إجراءات واتخاذات تخرب أجعصها دماغ!
ويمضى إحسان فى مقاله المنشور سنة 1937 بعنوان «اسمى اللعين» وبتوقيع سونة فيقول:
وإلى الآن ورغم أن مصر اتنورت وأصبح الكثيرون من أولاد البيوتات الراقية يسمون باسمى فمازال الكثيرون يقابلونه بالدهشة والاستغراب!
ورغم أننى قد بلغت من العمر ـ عتيًا ـ وعتيًا هنا أدى ما يوازى 19 سنة ـ فمازال اسمى موضع شجار وخناق بين والدى ووالدتى.. فوالدتى مصممة على أن تنادينى بـ«سونة» وقد أمعنت فى تصميمها حتى حتمت علىّ أن أوقع مقالاتى بذلك الاسم وعملت لذلك أكلاشيه طويل عريض وهو الذى يراه القارئ على رأس المقال.
ويصمم والدى بدوره على أن ينادينى بـ«سانو» وحجته فى ذلك أن اختياره يحوى من معانى الرجولة ما لا يحويه اسم «سونة» ثم أن اسم «سانو» اسم فرعونى قديم يدل على العظمة والمجد.. وإلى الآن لم يتخذوا قرارًا نهائيًا فى ذلك الموضوع».
وبعد سنوات طويلة يقول إحسان عبدالقدوس فى حوار صحفى مع الأستاذ «محمود فوزى»: «أنا تعبت كثيرًا من «اسمى» «إحسان» فى فترة طفولتى «كنت كلما تشاجرت مع الأولاد فى الشارع يجرون ورائى وهم يرددون البنوتة أهو «البنوتة أهو!» ولهذا كنت دائمًا وأنا صغير أسأل والدى ووالدتى: انتوا ليه سميتونى إحسان؟!
والدتى «روزاليوسف» كانت تقول لى: إن السبب فى تسميتك باسم إحسان هو أنه أثناء ولادتى وقفت بجانبها صديقتها الممثلة «إحسان كامل» فأطلقت اسم «إحسان» على أول أبنائها!
لكن والدى يحكى لى قصة أخرى وكان يقول إن جدتى لأبى كان تركية واسم إحسان فى تركيا يطلق على الأولاد إحسان مذكر لا مؤنث فى تركيا، وجدتى هى التى اختارت لى اسم إحسان، والدى ووالدتى كل منهما يريد أن أن يخفف عن نفسى وقع اختيار اسم «إحسان».
وللحكاية بقية!