الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بين هرمونات الأنوثة والذكورة.. تتحدث المرأة!

بين هرمونات الأنوثة والذكورة.. تتحدث المرأة!






المرأة هى الخيط الذى يجمع حبات اللؤلؤ المنفرطة فى عقد يضفى تلاحمه بعدا آخر للجمال.. هى إحساس الدفء الذى يلثم أضلعك فيسكن روحك وتسكنه.. هى فواحة الأنوثة التى ما تلبث أن تنثر ذرات عطرها فتضفى المكان حياةً وجمالاً.. هى الإقامة الجبرية التى لا يُعرف للرجولة معنى إلا فى أرضها.

للخالق عز وجل حكمة فى كل شىء... عندما خلق الذكر والأنثى وأعطى كل منهما القدرات والتكوين الخاص به لتنشأ بينهما علاقة تكاملية لا تنافسية.. علاقة خلق الله فيها الرجل بمكونات نفسية وجسمانية تتناسب مع مواجهة ظروف الحياة الخارجية وإعالة الأسرة وحمايتها، وخلق المرأة بمكونات نفسية وجسمانية تتناسب مع كونها مربية وناشئة، فرزقها عاطفة الأمومة لتحوى بها كل من حولها، فتكون السكينة والطمأنينة والدفء.

إن ما نراه اليوم من انتشار لمصطلحات دخيلة على ثقافتنا الشرقية أصبحت كالقوارض التى تقرض شيئا فشيئا أساس ثقافتنا الشرقية حتى باتت أن تمحى أصولها.
  «Strong Independent Women» وهو أكثر المصطلحات التى باتت تنتشر مؤخراً فى المجتمع المصرى كالنار فى الهشيم دون وعى أو إدارك، مرض توغل فأصاب (أنوثة المرأة) فى مقتل، ستار تخفى وراءه الكثير من النساء والفتيات خوفاً من شبح تشوهات مجتمعية قد تصيبهم ... من عنوسة لحقت بقطار العمر فحكمت عليها بالإعدام، من ظروف مجتمعية بدلت الأدوار فجعلت من المرأة عائلا ومن الرجل معالا، من نظرة مجتمع ذكورى لا يرى المرأة إلا بعين النقص فلم يرحم ضعفها فيدللها، ولم يعترف بقدرها فيرفعها.. هكذا هربت المرأة متخفية بضعفها وراء ستار وهمى لتسدلَ الستار على أنوثتها.
خلل مجتمعى نتج عن ثقافة مجتمعية لم تدرك بعد أهمية دور المرأة العظيم فى كونها مربية أجيال، ثقافة مجتمعية لم تقدس هذا الدور الذى تُبنى عليه الأمم؛ فخلقت من الرجل ديكتاتوراً، لا يرى الرجولة إلا فى فحولته، وامرأة لم تدرك بعد قدر مكانتها وقدر هذا الدور العظيم الذى أعدت له؛ فباتت تطرق أبوابا أخرى تتمرد بها على أنوثتها وتبحث من خلالها عن ذاتها فى مجتمع لم تكن فيه المرأة محل إعراب.
خلل فى الأدوار المجتمعية بين دور الرجل ودور المرأة، دور الزوج ودور الزوجة، دور الابن ودور الابنة.. لقد سهونا أن نغرس جينات الرجولة ونحن نربى جينات الذكورة، سهونا أن نعلم (الذكر) المعنى الحقيقى لكلمة (رجل) ، سهونا أن ندلل الأنثى دلالاً تعشق به أنوثتها ولا يفسد أخلاقها، دلالاً يغرس فيها معانى الأنوثة الحقيقية من حنان واحتواء فتعرف قدرها فتقدرها فيقدرونها، واقتصرنا تعريف الأنوثة على ملامح لأنوثة ظاهرية مصطنعة على الأغلب.

لم يكن وأد الفتاة فقط فى الجاهلية خوفاً من جلب العار، اليوم نحن وأدنا المرأة مثلهم حينما جهلنا مكانتها ودورها العظيم كمربية أجيال.. وأدنا المرأة حينما اضطرت للخروج للبحث عن لقمة العيش، وتخلى الرجل عن دوره الأساسى فى هذا.. وأدنا المرأة حينما قذفناها بعبارات «ناقصة عقل ودين» فقتلنا فى عقلها جنين الفكرة والإبداع والموهبة وأغلقناه.. وأدنا المرأة حينما اقتصرت ثقافتها فقط على ثقافة الأكل والشرب، وتعطشت روحها لثقافة الحياة، ومات عقلها جوعاً لثقافة تغذيه.

حقاً.. المرأة فوق صفيح ساخن.. صفيح مجتمعى لم يقدس مكانتها كملكة مدللة وأم مربية، فيجعلها كالملكات والأميرات معززة مكرمة، مجتمع لم يعترف بقدراتها.
بحق الأنوثة المندثرة.. واستناداً إلى ما قاله الشاعر حافظ إبراهيم (الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعباً طيب الأعراق) أدعو كل أنثى باعتبارها نواة المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع، ادعوها.. أن تعتز وتفخر بكونها أنثى فمن رحمك جاء الرجال.