
احمد رفعت
الأكثر احتياجا «والتعبئة العامة للمجتمع»!
آخر أبحاث ودراسات أهم جهاز يتعامل مع الأرقام فى مصر ـ والرقم حقيقة كما يقولون ـ كانت قبل عامين أجراها المركزى للتعبئة والإحصاء ينبغى مراجعتها لفهم مبادرة الرئيس الأخيرة الخاصة بالفئات الأكثر احتياجا.. تقول الأرقام التى لم تتغير كثيرا إن «27.8% من السكان فى مصر فقراء ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغير الغذاء وأن 57% من سكان ريف الوجة القبلى فقراء مقابل 19.7% من ريف الوجه البحرى» التقرير أوضح وقتها بالأرقام أن «نسبة الفقراء عام 2015 هى الأعلى منذ عام 2000 بنسبة 27.8% وأن نسبة الفقراء زادت من 16.7% فى عام 1999/ 2000 إلى 21.8% عام 2008/ 2009 ثم 25.2% عام 2011 ثم 26.3% عام 2012/2013 ثم 27.8% عام 2015»!
الأرقام السابقة كاشفة فاضحة عن الحالة التى يتعامل معها الرئيس السيسى منذ أعوام وهى موروثة بالكامل ولا نرى عيبا أو نشعر بأى خجل من نشر الأرقام السابقة.. لكنها التفسير الأول للمبادرة الأخيرة للرئيس الخاصة بالفئات «الأكثر احتياجا» فلا يصح أن يبقى فى بلد ينطلق نحو التقدم هذه النسبة من الفقراء التى تقترب من ثلث عدد السكان.. يعانون فى حياتهم ومشربهم وطعامهم ومسكنهم وملبسهم.. هؤلاء قللت منظومات التموين وبرامج «تكافل وكرامة» ومعاشات «التضامن» وغيره من معاناتهم لكنها لم تنهها.. ساعدتهم على مواجهة حياة قاسية لكنها لم تمكنهم على التخلص منها.. وكان منطقيا أن يطرح الرئيس المبادرة الجديدة.. ولكن المبادرة لا تستقيم مع إمكانيات الدولة التى نعرفها ويعرفها الجميع ولم يكن هناك حل إلا بالدعوة العامة من الرئيس إلى المجتمع المدنى كله.. أحزابه ومؤسساته.. جمعياته وهيئاته.. شخصياته الطبيعية العامة والاعتبارية.. الكل مدعو اليوم ليكون على قدر المسئولية.. وعلى مستوى النداء.. وربما لعبت بعض هذه المؤسسات والهيئات دورا مهما السنوات الماضية لكن تتبقى ملاحظتين.. الأولى أنها لم تحشد حتى الآن كامل طاقاتها.. والثانية أن الكثير من هذه المؤسسات والهيئات لم يكن أصلا على قوائم الشرف التى استجابت وقدمت جهودا رائعة وطيبة للمصريين.. وهؤلاء مع نداء بعض آخر لا يصح أن يبقوا بعيدا.. بل عادت إليهم الفرصة لإثبات جدارتهم بمصريتهم.. وحالة الاستنفار الكبيرة الموجودة لتنظيم عمل «المجتمع المدنى» كله واستجابة الكثيرين للمبادرة مؤشرات تنبئ بنجاح كبير للمبادرة الكبيرة التى نأمل أن يعود معها عنوان «لم يتخلف أحد» وهذا لن يتحقق إلا بالتعبئة العامة للمجتمع كله.. فالأعمال النبيلة لا يكفيها نيات النبلاء.. بل تحتاج إلى ما هو أكثر.. أكثر بكثير!