الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بابا شارو ومفيد فوزى وذكريات تليفزيونية!

بابا شارو ومفيد فوزى وذكريات تليفزيونية!






فى أواخر سنة 1956 سافر الإذاعى الكبير النجم «محمد محمود شعبان» وشهرته «بابا شارو» إلى أمريكا فى مهمة بالغة الأهمية وهى التعرف عن قرب على هذا الساحر الجديد الذى هز العالم كله وهو التليفزيون؛ وعقب عودته أجرى معه الصحفى الشاب «مفيد فوزى» حوارًا بديعًا نشره على صفحات مجلة «صباح الخير» الذى كان قد بدأ مشواره الصحفى بها قبل عدة شهور!
كان عنوان الحوار “بابا شارو يخاطب الكبار” وفى هذا الحوار الممتع معلومات طريفة ومدهشة رداً على أسئلة ذكية ومهمة أيضا، يقول بابا شارو لمفيد فوزى:
التليفزيون هذا الساحر الجميل يأخد وقت الجمهور الأمريكى حتى أصبح الناس لا حديث لهم إلا برامجه والأعاجيب التى يقدمها، إن الروميو الأمريكى صار يفضل برنامجاً جميلا للتليفزيون على أى جولييت، فالجمهور الأمريكى عندما رأى الجهاز نفسه قابله بدهشة عجيبة شأن أى شىء جديد يعترضنا، المهم أن البرامج نفسها بدأت ضعيفة لأن خبرتهم فى هذا اللون لم تكن بالقوة التى هم عليها الآن، والإمكانيات أيضا لم تكن متوافرة، مع ذلك فكل شىء يبدأ ضعيفا ثم يتطور بسرعة لا فى الكم فحسب بل وفى الكيف أيضاً.
ويسأله الأستاذ «مفيد» عن نسبة الجمال بين فتيات التليفزيون الجميلات اللواتى يظهرن فى الاستعراضات، ويبتسم «بابا شارو» قائلا: يا عزيزى الزوجات الأمريكيات ثائرات لهذا السبب! فقد قال لى أحد موظفى التليفزيون إنهم يتلقون مئات المكالمات التليفونية من زوجات يهددن بالانتحار إن لم تمتنع المحطات عن تقديم برامج الاستعراض المملوءة بالفاتنات!
وعن أنجح البرامج التليفزيونية يقول بابا شارو: إن أنجح البرامج هى الإذاعات الخارجية، وقال لى صديقى إننى سأرى شيئا لم أره فى حياتى من قبل وأنا أعترف بذلك، لقد شاهدت رحلة الرئيس الأمريكى «ايزنهاور» من نيويورك إلى كاليفورنيا.. رأيته وهو يركب الطائرة ورأيته وهو ينزل من البيت الأبيض والناس تستقبله فى الطريق بالهتاف ثم ركب الطائرة وحلقت به فى الهواء، حتى أصبحت الطائرة نقطة فى الجو، وبعد ذلك نقلت لنا الكاميرات المطار الجديد والناس المنتظرون فى المطار ثم طائرة الرئيس تصل والمذيع يظهر والكاميرا تنقل وجوه الناس، كل هذا فى دقائق سريعة تعتبر عملاً فنياً رائعاً لم أشهد مثيله من قبل!
لقد رأيت شوارع نيويورك ذات ليلة مفلسة من الناس وسألت عن السبب فقالوا لى: إن التليفزيون سوف ينقل مباراة فى الملاكمة بين بطلين عالميين!
وعن أجمل برنامج أعجبه يقول «بابا شارو»: هناك برنامج بعنوان ما وراء الحوادث ينقل لك قصة الخبر أو قصة الحادثة، كل هذا يقدم فى شكل تمثيلى!
لقد ذهبت ذات ليلة لإحدى دور السينما فلم أجد سوى أربعة أشخاص وعرفت فيما بعد أن «كويز» اسم برنامج عجيب يستهوى الملايين لأنه عبارة عن أسئلة يوجهها المذيع لنجوم السينما المعروفين وفى الليلة التى يذاع فيها هذا البرنامج تفلس السينما تماماً!
ويسأله الأستاذ مفيد هل سندخل التليفزيون عندنا؟
ويجيب بابا شارو: بالطبع وقد اخترنا له فوق تلال المقطم مكانا، إن التليفزيون وحش وإن صح هذا التعبير ومع ذلك ففرحة الراديو عندنا كبيرة لأن التليفزيون إذا دخل مصر فسوف يعمل ثلاث ساعات على الأكثر.
بينما تستمر برامج الإذاعة فى الساعات الأخرى! ويتساءل الأستاذ مفيد: هل يظهر المذيع هناك فى التليفزيون؟ ويقول: ليس فى أغلب الأحيان ولكنه يظهر وعندما يعلق على البرامج، وأى مذيع يحتاج لخفة الدم وتوفيق من الله وأن يكون لبقاً لطيفاً وأنا أطمئن كل أصحاب الوجوه فى مصر من الرجال والنساء إنهم لائقون مقدماً للظهور على الشاشة.
انتهى الحوار ..فهل كان الصحفى الشاب مفيد فوزى يخطر بباله إنه سيصبح بعد سنوات عديدة محاوراً تليفزيونياً بارعا له بصمته وأسلوبه؟!