
رشدي أباظة
أمم إفريقيا 2019 «3-2» الدلالات السياسية
إنى لأشم ريح يوسف!
جملة نقلها القرآن على لسان النبى يعقوب عن مصر.
لقد كانت الريح مصرية .. ويوسف الحاكم لمصر!
على أرض مصر جرت السبع العجاف والأخرى السمان.
ذاق المصريون جفاء العجاف وحلاوة السمان.
كانت أيدى الله قبل أيديهم.
كيف لا وهى أرض التجلى.
أرض الله المختارة.
فى كل مرة تحف مصر فيها المحن إلا وتخرج منها بمنح!
عانت مصر سبع سنوات عجاف . بدأت فى الخامس والعشرين من شهر يناير عام ٢٠١١ . مرورا بثورة ٣٠ يونيو حتى انتخاب رئيس الجمهورية . مرت الأيام كالدهور. . كانت حبلى.
محاصرة. محاربة. مؤامرة. ملاسنة. مقاطعة. ما فعلته الدولة المصرية يستحق الوقوف أمامه طويلا.
نجت من بعد آلام. قفزت قوق شجونها. الوقت ليس للشجون وسقوط العبرات على الوجنات. إنما هو وقت الرجال كما فعل يوسف.
جاءت ٢٠١٩. فتحت علينا بابا من التفاؤل. افتتحت مصر الكاتدرائية الأولى فى الشرق الأوسط. وكذلك المسجد.
ثم أعلن عن فوز مصر بتنظيم كأس الأمم الإفريقية.
كانت دلالات الفوز بالتنظيم كبيرة وعظيمة.
كانت ثقة إفريقية فى مصر تأمينيا وتنظيميا وإعلاميا.
هى معركة قنص البطولة.
تجاوز ثقة القارة الإفريقية مصر إلى مرحلة الحنين الإفريقى للدولة المصرية والاحتماء بقيمتها وحجمها.
إذ لم يكن التصويت الكاسح وليد لحظة الفوز.. بل حصيلة مشروع اتصال دبلوماسى مكثف وبناء لجسور الثقة وإتاحة خيارات العطاء المتعددة.
المعنى السياسى لفوز مصر كبير. يعكس ثقة سياسية إقليمية وقارية كبيرة . وكذلك الأمنى والاقتصادى والدبلوماسى.
إنها بلد الله التى نادى فيها على موسى ليخلع نعليه فهو بالوادى المقدس طوى!
إذا كان الله معها.. فمن يكون عليها؟