الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ابن رضوان المصرى

ابن رضوان المصرى






هو أبو الحسن على بن رضوان المصرى بن على بن جعفر والذى ولد فى مدينة الجيزة قرب القاهرة عام 988م وتوفى بها عام 1068م. كان طبيباً ذائع الصيت وعالم فلك ومن كبار الفلاسفة فى الإسلام. نشأ فى بيئة فقيرة فقد كان أبوه يعمل فرّانا ولذا اضطر إلى العمل فى صغره لكى يستطيع أن يشترى ما يحتاجه من الكتب. يقول عن نفسه فى مذكراته: ”وأنا فى السادسة أسلمت نفسى إلى التعليم ولما بلغت السنة العاشرة انتقلت إلى المدينة العظمى (القاهرة) وأجهدت نفسى فى التعليم وكانت دلالات النجوم فى مولدى تدلّ على أن صناعتى الطب فلما أتممت أربع عشرة سنة أخذت فى تعلّم الطب والفلسفة ولم يكن لى مال أنفق منه فلذلك عرض لى فى التعلم صعوبة ومشقة، فكنت أتكسب من صناعة القضايا بالنجوم ( التنجيم) ومرة من صناعة الطب ومرة بالتعليم ولم أزل كذلك وأنا فى غاية الاجتهاد فى التعليم إلى السنة الثانية والثلاثين فإننى اشتهرت فيها بالطب“.
 بعد أن ذاع صيته كطبيب عالم ضمّه الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله إلى بلاطه وعيّنه كبيراً لأطبائه وأصبح مشهوراً فى سائر أقطار الخلافة الإسلامية كطبيب مصر العلامة واستدعاه حاكم بلوخستان لكى يعالجه من شلل جزئى اُصيب به. من أهم إسهامات ابن رضوان فى الطب اهتمامه بالطب الإكلينيكى بمعاينة المريض والتعرف على المرض وذلك بالنظر إلى هيئة أعضاء المريض وبشرته، وتفقد أعضائه الباطنية والخارجية، وطريقة نظره وكلامه ومشيته، والتعرف على نبض قلبه وعلى مزاجه عن طريق توجيه الأسئلة إليه كما ذكر ذلك فى مذكراته.
أما عن أعماله ألّف ابن رضوان حوالى مائة كتاب ورسالة فى الطب والفلسفة، تُرجم بعضها إلى اللاتينية بواسطة جيرار الكريمونى ونُشر فى البندقية عام 1496م. ومن أشهر هذه الكتب ”كتاب دفع مضار الأبدان بأرض مصر“. كما ذكر فى مؤلفاته أسس المحافظة على الصحة بممارسة الرياضة البدنية والتغذية السليمة وكتب ذلك فى مذكراته فقال ”:أتصرف فى كل يوم فى صناعتى بمقدار ما يغني، ومن الرياضة التى تحفظ صحة البدن وأتغذى بعد الاستراحة من الرياضة غذاء اقتصد حفظ الصحة وأجتهد فى كشف كربة المكروب وإسعاف المحتاج وما بقى من يومى صيرته لعبادة الله سبحانه وللقراءة فى الطب والفلسفة وأتفقد فى وقت خلوتى ما سلف فى يومى من أفعالى وانفعالاتى فما كان خيراً أو جميلاً أو نافعاً سررت به وما كان شراً أو قبيحاً أو ضاراً وافقت نفسى بأن لا أعود إلى مثله“.ولقد اهتم ابن رضوان كثيراً بالناحية الأدبية المسلكية لمهنة الطب وهو مايعرف اليوم باسم آداب المهنة خصّها بدراسات ومؤلفات عديدة وأهَمّ ما ورد عنده فى صفات الطبيب الفاضل فى كتابه ” شرف الطب وآداب الطب“ هو الذى اجتمعت فيه سبع خصال:
أن يكون تام الخلق، صحيح الأعضاء، حسن الذكاء، جيد الرؤية، عاقلاً، خيّر الطبع
أن يكون حسن الملبس، طيب الرائحة، نظيف البدن والثوب.
أن يكون كتوماً لأسرار المرضى لايبوح بشىء من أمراضهم.