
رشدي أباظة
أوباما - بومبيو.. بين خطابين ٥- تصحيح المسار
لا أدرى إذا كان خطاب بومبيو مناورة سياسية أمريكية تكتيكية أم لا ؟
غير أن مفردات خطابه بالجامعة الأمريكية مغاير تمامًا لخطاب أوباما فى جامعة القاهرة قبل عشر سنوات.
حسن الظن بالتغير الأمريكى الجديد الذى جاءت به دولة الرئيس ترمب ووضح فى عدة مواضع محورية فى الشرق الأوسط وعبر عنه خطاب الوزير «بومبيو» إلا أنه فى حاجة لجهد جهيد يزيل به آثار عدوان «أوباما» القاتل قبل عشر سنوات!
ذلك أن الدولة الأمريكية أجرمت بحق الشرق الأوسط جرمًا لا يغفره إلا الله ورد الحقوق بدفع ديات القتلى وإعادة الإعمار؟
ففيما كان يلقى «أوباما» يلقى خطابا شعبويا لمجموعات وخلايا فى الدولة واستهدفها برسائل وإشارات داخل خطابه قاصدا الإيحاء بحالة من الاحتلال المعنوى!
كان «بومبيو» رجل دولة وجه خطابه إلى «الدولة» قاصدا تكريس الحالة المؤسسية والبروتوكولية!
نستطيع الآن البناء على خطاب «بومبيو» باعتباره بادرة كفارة سياسية أمريكية نستطيع رصدها فى التالى:
١- بدأ بالتذكير بسابقة عمله مديرا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية فيما يشى بفخره عن خلفيته العسكرية
٢- وصف مصر بأنها أرض الكفاح مبديًا اعتزازه بأن مصر غنية بالشعراء والفنانين والمفكرين كقوة إبداعية
٣- اعترف بغياب أمريكا وتفسيرها الخاطئ للظرف التاريخى لمصر ودوّل المنطقة مما ترتب عليه نتائج سيئة للغاية
٤- حذّر من التقليل من خطورة الإسلام المتطرف ووحشيته
٥- تحدث عن التجاهل الأمريكى للتنوع الثرى فى الشرق الأوسط
٦- حذّر من خطورة تقويض مفهوم الدولة القومية باعتبارها حجر الأساس لاستقرار المجتمع الدولى
٧- أكد دعم جهود مصر لتدمير داعش فى سيناء
إذا صح هذا التحليل من إبداء حسن الظن تجاه رسالة خطاب الدولة الأمريكية الجديدة «بومبيو» فإننا نستطيع القول بأن خطاب أوباما ولى ورحل فيما ننتظر إثارة آثاره بالاعتدال والسير مجددا فى كنف مفاهيم الدول الوطنية المدنية وليست الدينية الطائفية!
لنرى؟