
رشدي أباظة
28 يناير 2011 يوم القيامة فى مصر!
لم أستطع تجاوز ذلك اليوم نفسيًا. كنت فى الأهرام بجوار ميدان التحرير والميادين التى شهدت مجازره. رائحة الفوضى فاحت فى الربوع. شممتها فى الشوارع والحوارى والأزقة ورأيتها فى عيون الناس. كنت أنظر فى مقل السيدات فألمح نظرات هزيمة. وأنظر فى مقل الأطفال وقد جحظت عيونهم!
لم يستطع البعض إدراك سوءة هذا اليوم. فيما رآها البعض حلًا وارتحالًا!
فى ذلك اليوم شاهدت الأحزان تكتسى البيوت والدمعات تزرف فى صمت. والنحيب تغلى مراجله فى الصدور!
كنت أنظر وأسأل هل يكون مصير أقدم دولة فى التاريخ الفوضى؟
كان ذلك يوم ٢٨ يناير جمعة الغضب. أو يوم القيامة!
تنفع الذكرى يقينًا. الهروب من الحقيقة لا يكّون إلا للجحيم. لم تكن أبدًا جمعة للغضب. بل جمعة التضليل والتمويه على عملية السطو المسلح على الدولة مدعومًا بميليشيات أجنبية.
حالة استخدام إخوانى مسلح مع سبق الإصرار والترصد أشبه بقنبلة الصدمة التى تُحدث صوتًا مدويًا دون موجة انفجارية. موجة تؤدى لحالة من الشلل تسمح بزمن للسيطرة!
قبلها كان خيرت الشاطر قابعًا فى سجنه محكومًا عليه فى القضية التى عرفت بميليشيات الأزهر. لترصد المتابعة الأمنية تواصلًا منتظمًا له مع أسر المحكوم عليهم جنائيًا بشكل منتظم ودفعه رواتب شهرية لهم ولعصاباتهم خارج السجون.
تلك المجموعات التى استخدمت لإحداث الفوضى! لكن كسل نظام مبارك وافتقاده للخيال الأمنى أدى لما آلت إليه الأمور؟
يوم ٢٨ يناير ٢٠١١ لم يسقط فى ميدان التحرير مصرى واحد.. هذا من واقع أوراق القضايا.. والذى حدث يومها كالتالى:
١- عملية اقتحام متزامنة للأقسام بدأت فى الساعة 2.45 عصرًا لتتم عملية تهريب المحبوسين ثم الاستيلاء على السلاح والذخيرة ثم إحراق المبنى.
٢- عمليات منظمة لاقتحام السجون باستخدام الأسلحة الثقيلة
٣- حرق آلاف المركبات الشرطية
٤- اقتحام كافة المراكز التجارية ونهبها
٥- حصار وزارة الداخلية
٦- نشر ثقافة اللجان الشعبية المسلحة فى لحظة واحدة.
٧- من سقط من الشرطة فى اقتحام السجون ١٢٠ فردًا بين ضابط وأمين ومجند
٨- حرق منشآت الدولة منها مبنى محافظة الإسكندرية ومجمع محاكم الجلاء ووحدات المرور لتراخيص السيارات.
فى ذلك اليوم. سقطت مصر مؤقتًا!