
أ.د. رضا عوض
نوبل وجائزته
فى شهر ديسمبر من كل عام يترقب العالم الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزه نوبل «أشهر الجوائز العالمية فى العصر الحديث» والتى تمنح الجوائز الثلاث الأولى فى العلوم الطبيعية والكيمياء والعلوم الطبية أو علم وظائف الأعضاء، وتمنح الجائزة الرابعة للأعمال الأدبية، والجائزة الخامسة تمنح للشخص أو المجتمع الذى يقوم بأكبر خدمة للسلام الدولي. وترجع تسميه هذه الجائزه الى ألفرد نوبل، وهومهندس ومخترع وكيميائى سويدى، اخترع الديناميت فى سنة 1867 ومن ثم أوصى بمعظم ثروته التى جناها من الاختراع إلى هذه الجائزه التى سُميت باسمه والتى بلغ رأس مالها فى عام 2012، حوالى (472 مليون دولار أمريكى).
ولد فى 21 أكتوبر 1833 فى العاصمة السويدية ستوكهولم، وهو الابن الرابع من ثمانية أبناء، والده ايمانويل كان مهندسًا ومخترعًا، بنى الجسور والمبانى فى استكهولم.وينحدر نسبه إلى أولاوس رودبيك عبقرى الميكانيكا السويدى الأشهر فى القرن السابع عشر.
انتقل نوبل مع أسرته عام 1842 إلى سانت بطرسبرغ بروسيا، حيث عمل والده فى صناعة أدوات الآلات والمتفجرات كما اخترع الخشب الرقائقى وبدأ بعمل الطوربيدات. بعد تحسن وضع الأسرة المادي، تم إرساله للتعليم حيث برع فى دراسته لا سيما فى الكيمياء واللغات، ثم انتقل إلى باريس سنة 1850، وعندما بلغ عمره 18 سنة ذهب إلى الولايات المتحدة لدراسة الكيمياء لمدة أربع سنوات، وحصل على أول براءة اختراع له عن اختراعه عداد غاز.اما عن الاختراع الذى غير مجرى حياته ’فقد حدث عن طريق الصدفة ومن خلال حادثة كادت تودى بحياته، اكتشف الفريد أن خلط النتروجليسرين مع الرمل الناعم سيحول السائل غير المستقر سريع الانفجار إلى عجينة يمكن تشكيلها فى قضبان، ويمكن بعد ذلك إدراج هذه القضبان فى ثقوب الحفر فى مواقع مقاطع الحجر والمناجم. فى العام 1867حصل ألفريد على حقوق الملكية الفكرية للمادة التى أطلق عليها اسم «الديناميت»، أراد تسمية المادة «مسحوق السلامة نوبل»، ولكن استقر على اسم الديناميت التى تعنى باليونانية «السلطة».. وقد ساهم اختراعه فى ذلك الحين فى خفض تكاليف أعمال البناء وتفجير الصخور وبناء الجسور وما إلى ذلك من أعمال الانشاءات.، وكان يستخدم على نطاق عالمى واسع فى مجال التعدين وبناء شبكات النقل. فى عام 1875 اخترع نوبل الجلجنيت وهى مادة أكثر استقرارا وقوة من الديناميت. واخترع نوبل ايضا الباللستيت عام1887، والتى تعد مقدمة للعديد من مساحيق المتفجرات الحديثة عديمة الدخان ولا تزال تستخدم كمادة مفجرة فى الصواريخ . تمكن ألفريد من انشاء مصانع فى ٩٠ مكاناً مختلفاً. وكانت حياة نوبل العملية تتطلب السفر كثيرا للحفاظ على الشركات فى مختلف البلدان فى أوروبا وأمريكا الشمالية فى أكثر من ٢٠ دولة. وكان يوصف فى الماضى بأنه “أغنى متشرد فى أوروبا”. إلا أنه اتخذ مسكنا دائما فى باريس من 1873 إلى 1891. وبعد وفاة والدته انتقل نوبل من باريس إلى سان ريمو بإيطاليا .
ولقد منحت جائزه نوبل لثلاثة من أبناء مصر فى السلام لبطل الحرب والسلام الرئيس السادات’وفى الكيمياء للعالم احمد زويل وفى الأدب للكاتب الكبير نجيب محفوظ.