الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أم كلثوم مذيعة .. وإحسان ضيفها

أم كلثوم مذيعة .. وإحسان ضيفها






كان الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس.. من عشاق صوت السيدة أم كلثوم، لكنه كان يفضل الاستماع إليها عبر «الراديو» ولا يحب حضور حفلاتها الشهرية إلا نادرًا!
وكانت كوكب الشرق تعرف ذلك عن إحسان وعزوفه عن حضور الحفلات بشكل عام، وفى إحدى المرات داعبته بقولها: «لماذا لا تحضر حفلاتى؟!
ورد الأستاذ «إحسان» عليها قائلا: هناك نوعان من الجمهور يحب المظاهر وجمهور يحب صوتك نفسه.. يتفرغون لسماعه! وأنا بالطبع من النوع الثانى فأنا مع صوتك استقل بنفسي.. أبعد عن الدنيا كلها لأتفرغ لصوتك وحده!
وطبعا رغم هذا كانت أم كلثوم تلومنى رغم أنها تعرف طبيعتى وأننى لست متعمدا رفض الدعوة للتعالى أو شيئا من هذا القبيل!
ويكمل الأستاذ «إحسان» قائلا: أم كلثوم كانت ولا تزال وستظل من أحب الأصوات إلى نفسي، فلا جدال إنها فنانة عظيمة بكل المقاييس، ولكن أنا طبيعتى أننى لست اجتماعيا بالقدر المتعارف عليه، ولكننى كنت أعرفها وتعرفنى بحكم اللقاءات الاجتماعية العامة، وكنت لا أحب أن أسمع «أم كلثوم» فى الحفلات العامة لإحساسى بأننى مقيد بالمتفرجين من حولي، وأنا جالس أرتدى البدلة الكاملة والكرافتة حول عنقي، وكل حركة بحساب فكيف أنطلق مع صوتها انطلاقا؟! فكنت أتعمد أن أرفض الدعوة وأجلس فى البيت استمع إليها من الراديو! فالاستماع إلى صوت أم كلثوم دون جمهور متعة كبيرة لأن خيالك يسرح مع الكلمات واللحن والصوت الشجى القوى والمؤثر!
وفى كتاب «إحسان عبد القدوس بين الاغتيال السياسى والشغب الجنسي» للأستاذ «محمود فوزي» يكشف عن حكاية بطلتها السيدة أم كلثوم فيقول:
وكثيرا ما أبدت أم كلثوم إعجابها بقصصى وكتاباتى السياسية وفوجئت بها يوما تطلنبى لإجراء حديث معها فى الإذاعة، فكان من عاداتها كل عام فى بداية شهر رمضان أن تختار شخصية عامة لإجراء حوار معها من خلال الإذاعة!
وقالت لى: لقد وقع الاختيار عليك لإعجابى الشديد بكتاباتك!
ويقول إحسان: وهو من الأحاديث التى أعتز بها حقيقة وكان حديثا مؤثرا يدل على لباقة وحساسية «أم كلثوم» وأنها تحمل فى أعماقها فنانة عظيمة فقد سألتنى فى الحديث قائلة: كيف عودت ودربت نفسك على الكتابة؟!
فقلت لها إن الكاتب محتاج لعوامل كثيرة واعتبارات وخبرات مختلفة حتى يتقدم أسلوبه، وأنا أعتبر أن أول أسباب نجاحى ككاتب هو «القرآن الكريم» لأن القرآن يعتبر الموسيقى الكلاسيك للأسلوب العربى الخالص، وقيمة القرآن الكريم لا تتوقف عند كونه دعوة للإيمان بالإسلام وإنما هو تدريب على اللغة العربية نفسها، ولهذا أنصح أى كاتب أن يبدأ بقراءة القرآن حتى تثبت القراءة والأنغام والمعانى فى أذنه.
وأنا فى اعتقادى أن كل كاتب له لحن فى أسلوبه، يعنى مثلا «محمد التابعي» له لحن فى أسلوبه وهكذا أنا كذلك هناك لحن فى أسلوبي، هذا اللحن لا يمكن أن أستقبله بقوة إلا إذا بدأت بأصل الموسيقى العربية وهو القرآن الكريم.
وحين رددت ذلك أمام أم كلثوم فى الحديث معها وجدت الفرحة تكاد تنطلق من وجه أم كلثوم، فرحت فرحا شديدا وكادت تزغرد، ولا أحسب نفسى أضيف جديدا لو قلت إنها معجزة الغناء العربى حقيقة.
انتهت الحكاية وأتساءل هل الإذاعة تحتفظ بهذا الحديث؟!