
ميادة أحمد
الحد الفاصل
فى زخم اختلاط الآراء وتضارب الأفكار وعدم وضوحها.. اختلط الحابل بالنابل ولم تعد هناك حدود فاصلة بين ما يجب أن يقال وكيف يقال وما لا يصح أن يقال من الأساس.
وأصبح التشدق بشعار حرية الرأى.. المبرر الأساسى للتجريح والتشهير والتدخل السافر فى الحياة الخاصة للآخرين.
وكم من جرائم تقترف على ساحة السوشيال ميديا دون وعى أو فهم من البعض.. وفى أحيان أخرى بقصد إثارة البلبلة والقلقلات وهذا ما تفعله عناصر مندسة من أجل التضليل وإثارة الرأى العام.
من السهل إطلاق وترديد الآراء المضللة فى ظل غياب الوعى والضمير.. ولكن العواقب دائما تكون وخيمة تلقى بآثارها السلبية على استقرار المجتمع.
نحن فى حاجة إلى صحوة ندرك من خلالها أن علينا واجبًا ودورًا مهمًا فى حماية المجتمع والتصدى لما يحيط به من مؤمرات وآراء وأفكار مضللة.
وبدلا من سخف المبادرات التى تملأ أرجاء السوشيال ميديا والتى تخالف أخلاقيات المجتمع.. لابد من مبادرات حقيقية لتصحيح مفاهيم حرية الرأى والحرية الشخصية.. وكيفية التعبير عنهما دون الإضرار والمساس بحرية الآخرين.. وهذه المبادرات لابد وأن تشترك فيها وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والمنظمات الاجتماعية تحت مظلة واحدة تؤكد أهمية الحد الفاصل بين ممارسة حرية الرأى وبين الإضرار بحياة الفرد والمجتمع.