الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روميو وجولييت فى معمل الأبحاث!

روميو وجولييت فى معمل الأبحاث!






بجناحين وقوس حب، صاب «إيروس» آله الحب عند الإغريق قلوب المحبين بسهام الحب، تلك السهام التى اخترقت وبقوة صميم القلب، فبعثرت القلب إلى ذرات من الهوى كانت والدم غذاءً للروح الذى أصاب وبقوة كيان المحبين بالجنون.
رميووجولييت، قيس وليلي، عنترة وعبلة، باريس وهيلين، كليوباترا وأنطونيو، والكثير والكثير من العشاق عبر العصور الذين صاروا رهبانًا فى معبد الحب، ونقشوا جذوات حبهم على أركان ذلك المعبد، ليثبتوا أن الحب لا يعرف لغةً أوديناً أولوناً أوثقافةً أوعرقًا أوأعرافًا... فالحب يكفيه لغة العيون أن تتكلم حتى وإن خرست الألسنة، ويكفيه لغة القلوب كى تشعر حتى وإن مات الجسد.
ما الحب؟ ولماذا نحب؟ عكف الكثير من العشاق على البحث عن إجابة شافية لتلك الحالة الجنونية، لعل هذه الإجابة تكون مبررًا لجنون الحب الذى يصيب العشاق، فبين أساطير وقصائد الحب تعشش هذه المشاعر، التى تظل تبحث فى حروف اللغة عن حروفٍ تصف جمر هذا الشعور الغائر، هذا الشعور (الحب) الذى منحنا أشهر القصائد الشعرية والروايات والمسرحيات والأوبرات،  وعُزِف على أوتار مشاعره أعذب المقطوعات الموسيقية، ورسمت مشاعره أجمل اللوحات الفنية.
«هيلين فيشر» عالمة الأنثروبولوجى الأمريكية جاءت لنا بقراءة علمية وجدانية سيكولوجية للحب البشرى تجيب عن هذا السؤال الذى حير الكثير من العشاق، فمن خلال الرنين المغناطيسى المخيالى للوظائف استطاعت هذه العالمة أن تسجل نشاط المخ لدى أربعين رجلًا وامرأة  لحظة وقعوهم فى الحب على مدار ست سنوات، لتسجل ما يناهز ١٤٤ صورة لنشاط المخ لدى كل منهم فى حالة سؤالهم أسئلة معينة عمن يحبون.
توصلت «هيلين فيشر» لنتائج قيمة تفسر هذا الشعور غير القابل للسيطرة، لتؤكد لنا أن  الحب حالة لا يد للإنسان فيها:
- كيمياء المخ وما تفرزه من مواد هى المسئول الأول عن كل ما يشعر به المحب من دوافع واحتياجات واضطرابات.
 -  أحاسيس ودوافع وهيام الحب تنتج من خلال ثلاث مواد كيميائية فى المخ (الدوبامين والنوربينفراين والسيرتونين) وهوما يفسر اضطرابات الحب المتتالية فى المشاعر.
- الحب الرومانسى يشبه أعراض الإدمان، التى تتمثل فى ارتفاع الدوبامين بالمخ، وهوالمسئول عن الأرق، فقدان الشهية، ارتفاع دقات القلب، التنفس السريع، الرغبة الجنسية، الهوس والقلق، والخوف.
- تذكر التفاصيل الدقيقة لما يفعله الحبيب لفترة طويلة، يرجع لزيادة مادة النوربينفراين فى المخ.
- التفكير المستمر والمتكرر فى الحبيب نتيجة لنقص مادة السيرتونين فى المخ.
- الحب الرومانسى دافع مثل العطش والاحتياج للدفء  لا يمكن أن يخمد إلا بالإشباع، متشبث ويصعب جداً إخماده، يركز على المحبوب مثل الجائع الذى يركز على الطعام.
فى عيد الحب... قد يحمل المحبون الورود الحمراء والدباديب والهدايا تعبيرًا عن عواطفهم، ولكن تبقى النظرة الدافئة والإحساس الصادق والكلمة الطيبة الأوفى والأصدق.