الجمهور بطل معرض الكتاب
حين أعلنت وزارة الثقافة عن نقل معرض القاهرة الدولى للكتاب إلى مكانه الجديد بأرض المعارض الدولية الجديدة بالتجمع الخامس على محور المشير طنطاوى، بدأ الجميع وبالطبع كنت واحدا منهم يفكر محتارا، كيف سيكون المعرض فى تلك المنطقة البعيدة عن متناول الناس الذين تحول المعرض لهم إلى عيد سنوى للثقافة والفن؟ وماذا سيفعل الناشرون من المصريين والعرب؟ ومن سيفكر فى المشاركة فى فعاليات المعرض الثقافية والفنية ويدعمها ومن سيرفض ومن سيقاطع؟ فتلك سنة أى جديد نتعامل معه ويتعامل معه البشر بصفة عامة!!.
كلها أفكار بدأت تتصارع فى رؤوس الناس وتريد أن تهتدى إلى شاطئ كى تستريح عليه،رغم كل تلك الأفكار التى طحنت العقل، إلا أن الرغبة فى التجديد والوصول لأفضل خدمة كانت هاجس الجميع وشغلهم الشاغل بداية من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم ومرورا بالدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة العامة للكتاب و نائبة المهذب الدكتور أحمد بهى الدين ودكتورة سهير المصادفة رئيس الإدارة المركزية للنشر ودكتورة غادة الريدى رئيس الإدارة المركزية للتوزيع والمعارض ومدير المعرض التنفيذى د. شوكت المصرى حتى أصغر مسئول بالهيئة العامة للكتاب، فقد واصلوا الليل بالنهار وقدموا ما يستطيعون من جهد من أجل أن يظهر المعرض بصورة حضارية لائقة بمصر.
وبالطبع أضافت رعاية رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى للمعرض هذا العام قوة كبيرة خاصة بعد افتتاحه له لأول مرة منذ أن تولى رئاسة الجهورية وفى تصورى أن ذلك جعل كل الأجهزة تضافر جهودها من أجل أن يظهر بصورة جيدة جدا، وجعل الكل يتسابق للمساهمة فى تحقيق الانجاز الذى سيشرف مصر.
وأعتقد أن التحدى الأكبر كان يتمثل فى وصول الناس للمعرض، فالوصول حتى بالسيارات الخاصة يحتاج لدراية بالمكان جيدا، فأنا شخصيا ضللت الطريق ثلاث مرات وقررت أن أخذ المواصلات العامة، لذا كان الاتفاق مع هيئة النقل العام أمرا ضروريا والحل الأمثل لتلك المشكلة؛ فتسير عدد من الخطوط قاربت الستة حل المشكلة بنسبة كبيرة وجعلت الأمر هينا،كما جاء دور القوات المسلحة لنقل الناس من المعرض القديم بصلاح سالم حيث محطة مترو الأنفاق إلى المعرض للجديد بالتجمع مجانا حاسما لحل الأزمة وبدأت أتوبيسات النقل العام نقل الجمهور من القاهرة والأقاليم إلى المعرض وبدأت حركة الوصول تتحسن يوما بعد يوم حتى وصلت أقصاها يومى الجمعة والسبت بوجود جمهور كبير، وأكد رئيس هيئة الكتاب أنه فاق وقارب نسبة الحضور فى السنوات السابقة وقد تزيد خاصة بعد تزايد ثقة الناس فى الوصول بسهولة، وزيادة خبرة السائقين أنفسهم بالطرق المؤدية إلى هناك رغم قلة خبرة بعضهم بمعرفة المكان فى البداية.
وتبدأ رحلة الصورة الحضارية منذ لحظة دخول الجهور إلى أرض المعرض، حيث تتواجد دور النشر فى أربع قاعات منظمة و مرتبة بدرجة عالية وبنظام بديع يحمل حروفا وأرقاما تسهل للباحث عن دار النشر أن يصل إليها بسهولة ويسر، إضافة للمتطوعين الشباب الذين لعبوا دورا مهما،لا شك أن هذا المظهر المشرف قد نقل المعرض من حالته السابقة إلى حالة عالمية مختلفة وباهرة أسعدت كل من يود أن يفرح بانجاز جديد ولذة فاز بها كل مغامر ومحب للتجديد.
لا يعنى ذلك أن المعرض قد وصل للكمال ولكنه بدأ بداية قوية تجعله يعالج كل تقصير وأخطاء البدايات التى من السهل تجاوزها طالما أن الناس وصلت للمعرض وهذا هو التحدى الذى تكاتفت فيه كل أجهزة الدولة لكل يتم وقد تم بنجاح.
وختاما كل التحية لجمهور معرض الكتاب البطل الحقيقى المثقف الواعى الباحث عن التنوير الذى وصل للمعرض وساند المستقبل، لذا علينا أن نسهل له كل شيء حتى يواصل الحضور دائما كما كان يفعل فى السنوات السابقة.