
حازم منير
27 + 21 فى شرم الشيخ
باستثناء عدم مشاركة الرئيس الأمريكى يمكن القول إن أقطاب العالم وقادته الرئيسيين متواجدين جميعا اليوم فى شرم الشيخ مع انطلاق أول قمة عربية أوروبية، تبحث فى ملفات شائكة لعالم يعيش لحظات مختلفة فى مرحلة متوترة من تاريخه.
أنت تتحدث عن 27 قائدا ما بين مستشار دولة ورئيس دولة ورئيس حكومة أوروبية يشاركون اليوم فى أعمال المؤتمر وعن 21 حاكما ما بين رؤساء وملوك وأمراء ورؤساء حكومات الدول العربية فى مؤتمر سيترأسه وسيفتتح أعماله الرئيس عبدالفتاح السيسى.
لذلك حين نتحدث عن لحظة تاريخية فهوتوصيف صحيح ودقيق، لأنها المرة الأولى التى يجتمع فيها هذا العدد من القادة والرؤساء والملوك مرة واحدة بعيدا عن مظلة الأمم المتحدة، والمرة الأولى التى يلتقى فيها قادة المنطقة ورموزها جميعا معا يلتئمون لبحث أجندة مكتظة بالموضوعات، بالقطع لا يعنى ذلك أن عصا سحرية ستنهى كل الهموم لكن المؤكد أن بابا جديدا سيفتح يتيح مستقبلا مختلفا.
المؤكد أن هموم تلك المنطقة أصبح واحدا، وأن مصادر تهديد مستقبل المنطقة متطابقة، ولم يعد ممكنا الحديث عن ممكنات لحلحلة هذه الأزمات والمشكلات فى ظل انقسامات وصراعات تضيف زخما ودعما للمشاكل ولا تسهم فى حلها.
الشاهد أن ملفات الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب أساس لأى تعامل بين كل دول المتوسط شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وهى منابع لتهديد مستقبل دول المنطقة وأمنها القومى، ولم يعد هناك فارق كبير فى النظرة للإرهاب كما كان مسبقا بعد أن ضربت عواصفه وبعنف فى قلب القارة العجوز مؤخرا، وما يتهددها من عودة أفواج الإرهابيين إلى بلادهم فى أوروبا شرقا وغربا.
أوروبا تعلم جيدا أن جزءا من المواجهة يرتبط بتنمية اقتصادية حقيقية لدول الجنوب، وبنظرة تعاون سياسى مغايرة لما كانت عليه من قبل، والعرب يعلمون جيدا أن عدم التعاون فى هذه الملفات الحساسة الحرجة سيجلب عليهم المزيد من المشاكل.
المؤكد أن كل كتلة من الكتلتين يواجه لحظات فارقة، ففى الشمال يواجه الاتحاد الأوروبى أزمة ربما تعصف به، وخروج إنجلترا سيتسبب فى إرباك اقتصادى عميق، وفى الجنوب يعيش العرب لحظات إعادة صياغة لقواعد الأمن القومى والخريطة السيوجغرافية للمنطقة.
ويعلم الجميع جيدا تأثير استمرار الصراع الخطير فى سوريا وليبيا على استقرار المنطقة من أقصاها إلى أدناها، خصوصا أن دمشق تمثل مسارا مطلوبا لخطوط أنابيب الغاز لأوروبا، وطرابلس الغرب تمثل واحدا من أهم محطات البترول للشمال، فضلا عن جيوش الإرهابيين المتكتلة فى البلدين على أهبة الاستعداد للانطلاق فى كل اتجاه.
وبالقطع ربما تتلاقى الرؤى حول مخاطر الدور الإيرانى الذى تفشى كالسرطان فى المنطقة وأصبح رقما فى المعادلة داخل سوريا والعراق ولبنان، ويسعى جاهدا للسيطرة على مدخل باب المندب حيث مدخل البحر الأحمر واحدا من أهم مسارات حركة النقل البحرى، لكن تلاقى الرؤى على الخطر الإيرانى لا يعتبر أساسا لتوافق على طريقة المواجهة، وهوما يجعل الحوار بين المشاركين مهما لبلوغ ولو نقاط التقاء تتيح ممكنات أوسع فى المستقبل.
27 + 21 فى شرم الشيخ ستمثل نقطة انطلاق جديد فى العلاقات العربية الأوروبية، ومصر مؤهلة للعب دور رئيسى فى إعادة الصياغة.