الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف اليومية»:  صحفيون خف دمهم.. وغلا ثمنهم!

«روزاليوسف اليومية»: صحفيون خف دمهم.. وغلا ثمنهم!






كان خروج الأستاذ محمد التابعى من مجلة روزاليوسف حديث الأوساط السياسية والصحفية صيف عام 1934 ولم يخرج التابعى وحده بل خرج معه نجوم «روزاليوسف» ومنهم مصطفى وعلى أمين والدكتور سعيد عبده والرسام الكبير «صاروخان».
كان ذلك بمثابة هزة عنيفة أصابت المجلة بل راح المقربون من السيدة روزاليوسف يقولون لها: المجلة ستموت!!
وتقول روزاليوسف: فكرت فى عمل أثبت به عكس ما ذهب إليه الخائفون وأبرهن به على أن روزاليوسف راسخة لا تضعف قررت أن أصدر جريدة يومية كبرى.
وبدأت الاستعدادات فى صمت وثقة واستقرت روزاليوسف على اختيار د.محمود عزمى رئيسا للتحرير وعباس محمود العقاد كاتبها السياسى الأول وبدأ الشارع الصحفى والسياسى يترقب صدور الجريدة اليومية!
وعلى صفحات المجلة الأسبوعية قرأ الناس أول تفاصيل عن الجريدة فى مقال مهم عنوانه «روزاليوسف اليومية» جاء فيه: لم يكن عجيبا من رجال العهد البائد أن يرفضوا التصريح لنا بإصدار «روزاليوسف اليومية» بعد أن ضاقوا ذرعا بها وهى تصدر مرة فى كل أسبوع فكانوا ينزلون بنا أنواع التضييق ويثقلوننا بما وسعهم من الظلم والإرهاق، وقد تحملنا هذا كله صابرين وصمدنا له ساخرين!
والآن وقد زال ذلك العهد - عهد صدقى باشا - فصرحت لنا وزارة الداخلية بإصدار «روزاليوسف اليومية» فقد أخذنا نعد العدة لإصدارها كل صباح ما عدا يوم الأحد حتى تفسح المجال لشقيقتها الأسبوعية، وستصدر بحال يهيئ لها مكانا خاصا فى عالم الصحافة وستكون فى طليعة زميلاتها كما كانت صحيفتنا الأسبوعية على رأس المجلات الأسبوعية!
وسيشترك فى تحريرها نخبة من كبار الكتاب وأكفاء الصحفيين ممن خف دمهم وغلا ثمنهم!
أما مبدؤها.. فهو المبدأ الذى اعتنقناه عن عقيدة وإيمان صحيح منذ أن نزلت «روزاليوسف» إلى ميدان الصحافة وهو لا يحتاج إلى بيان منا ويكفى أن نقول إننا سنعمل كما عملنا ونعمل دائما تحت لواء الوفد وزعامة رئيسه الجليل دولة «مصطفى النحاس باشا».
سنظل على مبدأنا القديم مجاهدين فى سبيل قضية البلاد ولله والوطن المحبوب هذا المجهود الجديد.
كان هذا ما نشرته مجلة «روزاليوسف» فى أواخر يناير سنة 1935، وتتوالى الإعلانات بأكثر من شكل جذاب وملفت للنظر!
فى ذلك الوقت كانت المجلة قد بدأت فى نشر باب جديد على شكل مجلة ساخرة من صفحتين أطلقت عليه اسم «المصرى أفندى» جريدة سياسية أسبوعية مصورة مبدؤها الشعب الشعب للشعب وبالشعب رئيس التحرير ومدير الجريدة: «مصرى أفندى» لصاحبتها السيدة «روزاليوسف» وداخل الصفحات سطور بعنوان «روزاليوسف اليومية» جاء فيها: «علمنا أن السيدة روزاليوسف اعتزمت إصدار جريدة يومية وأنها أخذت تعد لها المعدات، والسيدة روزاليوسف لا تعرف الهزار وإذا اعتزمت أمرا أخرجته كاملا عظيما كأنها مرت عليه السنون!
وإذن فلتنتظر الصحافة شقيقة سوف تفخر بها صاحبة الجلالة وتفخر بها مصر كلها، ولا شك أن المصرى أفندى أشد الناس اغتباطا بهذا المجهود العظيم، وهو ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذى يرفع بيده هذه الصحيفة التى ستكون صحيفته.
ومضت الاستعدادات لصدور الجريدة!
وللحكاية بقية.