
رشدي أباظة
شاى كشرى !
لقد كان قرارا رائعا خروج سائق الجرار على الهواء ليتحدث عن جريمته التى ارتكبها دون غيره.
ارتكبها بدم بارد مخلوط بإهمال كتبته السنون علينا وعلى بلادنا!
لو تأملنا مشهد السائق وهو يشرح ما الذى جرى لتأكد لنا يقينا أن المشكلة تكمن فى سلوكنا المصرى.
الدولة كجهة محاسبة قامت بواجبها. لا وجود لمقصر. ولن يترك أحد سدى!
كيف سيطرت الفهلوة على أداء المواطن.
كيف صارت متعة المواطن كسر القانون.
لم يتعلم المواطن ما حدث من دروس يناير والإخوان.
كيف يتم التزييف والتغييب من ذلك المواطن للتدليس على جرائمه التى أودت بنا كسبب رئيسى لما حدث ويحدث وسيحدث!
كيف يسهم المواطن فى فرض حالة نفسية على الدولة تظهرها بمظهر القسوة حينما تطبق القانون؟
كيف صار لدى المواطن حالة سعادة بسرقة وعيه وتزييفه حتى أنه بدأ يخضع لها متلذذا؟
إذا كنّا نتحدث عن دولة القانون فهل سنتحمل ذلك هل نحن مستعدون لتطبيق فعلى لدولة القانون؟
وهل نحن على هذا القدر من الجدية؟
كيف يمكن أن تنتهى حياتك وأسرتك وأحلامك على يد مواطن مستهتر؟
كيف نتعامل مع التساهل مع المستهتر باعتباره نوعا من التسامح؟
كيف أضحى كل مسئول مجتهد وشاب طموح من الممكن أن ينتهى مستقبله المهنى والسياسى لمجرد أن هناك عاملا بسيطا فى المنظومة أهمل أو أفسد؟
كيف تتم عمليات الاغتيال الاجتماعى والمعنوى للمنضبطين فى أماكن العمل باعتبارهم يمارسون قسوة متعمدة أو نوعا من ثقل الظل الممنهج؟
كل هذه الأسئلة منوط بالإجابة عنها المصريون أنفسهم قبل أن يتهموا غيرهم ويتهمون كل ما سوى ذلك المواطن الذى قتل عددا من الأنفس وهو يحتسى كوبا من الشاى الكشرى!