الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فضائيات العرب فرِّق تسد!

فضائيات العرب فرِّق تسد!






لست فى حاجة إلى أن ألفت انتباهك إلى أحوال الأشقاء الأعزاء فى سوريا والعراق واليمن وليبيا فهى أمامك صوت وصورة وربما بث حى من حروب ونزاعات وقتل ودماء وتفجيرات وناس رايحة ووفود جاية فى محاولة لرأب الصداع أو وضع حد لهذا العبث والجنون الذى يجتاح العالم العربى..
واذا كنت كمواطن ومشاهد عادى استعصى عليه فهم ما يحدث منذ سنوات، فقد جاءت فضائيات  وقنوات هذه الأقطار الشقيقة لتزيد «الطين بلة» وتساهم فى اشتعال حرائق لم تكن موجودة، وتغذى نزاعات طائفية لم نكن نعرفها!
ففى زمن القناة الحكومية الواحدة لم نشاهد أبدًا هذه الصراعات المذهبية والسياسية والفكرية بين أبناء الوطن الواحد والمصير الواحد واللغة الواحدة!
وفى الوقت الذى طال فيه الفقر والجوع والأمراض أغلب أو معظم ابناء هذه الأقطار الشقيقة والعزيزة على قلوبنا جميعًا، ينتابك العجب والدهشة من محطات وقنوات هذه الأقطار الشقيقة!
فى اليمن الشقيق مثلا عشرات الفضائيات التى تبث طوال 24 ساعة بعضها موال للشرعية والآخر موال لجماعة الحوثى، فماذا ترى وتسمع؟
نادرًا ما تجد برنامجًا يدعو للتفاهم والتسامح، فكل قناة تحشد من الأساتذة والخبراء والمحللين سواء كانوا عربًا أو خواجات لتدعم به وجهة نظرها! والأجندة الخاصة التى تتبناها، ولن تجد محطة واحدة - توحد الله- تنتقد الخط السياسى الذى تتبناه!
نفس الشىء ينطبق على الفضائيات السورية سواء كانت حكومية أو تنطق باسم المعارضة؛ والمعارضة أشكال وألوان وأطياف وتمويل مجهول أو معلوم.. وتتبارى هذه المحطات فى تكوين وتكفير كل من لم يتبن وجهة نظرها! بل يصل الأمر ببعض هذه المحطات إلى تبرير ما نراه من قتل ودماء وعنف وتعذيب!
ولا يختلف الأمر كثيرًا فى المحطات الليبية وكذلك العراق الشقيق!
المشاهد أو المواطن البسيط يبحث عن حل لمشكلة ومحنة وطنه وهذه المحطات مشغولة بمعارك مذهبية طائفية، المرضى يبحثون عن مكان فى مستشفى أو قرص دواء وهذه المحطات تبرر وتبارك قصف وتدمير المستشفيات وقتل الأطباء فيها!
يبحث الأطفال عن برامجهم البريئة المسلية فلا يجدون إلا من يتحدث عن تجنيد الأطفال فى عمليات الإرهاب بل وخلق أبطال من هؤلاء الأطفال!
أما فلسطين نفسها فلن تجدها على شاشاتها، فهى قنوات «حمساوية» أو «تابعة للسلطة الفلسطينية» فهى ليست مشغولة بتحرير فلسطين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، بل كل منها لا يهمها إلا إسكات صوت الآخر وكتم نفسه!
وأكاد أقول إن القنوات والمحطات العربية أسهمت فى إشعال حرائق الأزمات والخلافات العربية طوال السنوات السابقة وكأن شعارها فرق تسد!
أما «الجزيرة» ودلاديلها من الشرق ومكملين والوطن فهى تستحق عظيم الاحتقار وآلاف اللعنات وتستحق سطورا أخرى تفضح جرائمها!