
محمد صلاح
أكذوبة الإخوان
مثلما قامت جماعة الإخوان على أكذوبة مؤسسها حسن البنا، لم يعد للجماعة الإرهابية وجود على الأرض بعد 90 عاما من نشأتها، إلا عبر «السوشيال ميديا» والفضائيات المأجورة، بعدما فقدت سيطرتها على شبابها، وفشلت فى حشد أنصارها، وأحبطت قوات الجيش والشرطة مخططاتها ومؤامراتها للنيل من أمن واستقرار الوطن.
ومن منطلق إثبات الوجود، لجأ قيادات التنظيم الدولى الهاربين بالخارج، إلى الخلايا النائمة على منصات «السوشيال ميديا»، ذلك العالم الافتراضى الذى يعد أكثر خطرا وتدميرا من الإرهاب، والحروب النظامية، فهذا الفضاء الواسع قادر على تدمير الشعوب من خارج حدود الوطن، وهو ما تراهن عليه الجماعة الإرهابية.
الكتائب الإلكترونية للجماعة الإرهابية أعادت توحيد صفوفها، واستغلت حادث قطار «محطة مصر» وانتشرت كالذباب، على «فيس بوك وتويتر» وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعى، للسيطرة على عقول الشباب والتلاعب بأفكارهم، وتغييب الوعى العام، وتضليل المواطنين بنشر معلومات «مفبركة» على لسان مسئولين، والتركيز بشكل كبير على الأكاذيب والشائعات لتزييف الحقائق، لبث روح اليأس والإحباط بين المصريين، والتشكيك فى قدرات المسئولين ومؤسسات الدولة، والإساءة للقيادة السياسية، وخلق حالة من الاحتقان بالشارع، ثم سرعان ما تلجأ الجماعة مرة أخرى إلى خداع البسطاء واستعطافهم للتجاوب مع دعواتهم المشبوهة لإثارة الفوضى والفتن بهدف هدم الدولة المصرية.
كعادتها، احترفت الجماعة الإرهابية التآمر على الوطن، وخوض حروب بالوكالة، والتآمر مع قوى إقليمية ودولية على أمن واستقرار مصر، وتستعين فى تنفيذ مؤامراتها بحلفائها من عناصر الطابور الخامس داخل مصر وخارجها ومن بينهم «المنظمات الحقوقية، والاشتراكيين الثوريين، وحركة 6 أبريل، فضلا عن المغيبين من المتعاطفين أو المتحالفين معها أمثال محمد البرادعى وحسن نافعة وأشباه الرجال أمثال معتز مطر ومحمد ناصر وغيرهم»، إضافة إلى تعاقدها مع شركات عالمية مقابل مليار دولار سنويا بهدف ابتزاز الدولة المصرية.
ورغم أن رد الفعل كان بطيئا من جانب المؤسسات الإعلامية «مقروءة ومسموعة ومرئية» ومراكز قياس اتجاهات الرأى العام، ما أدى إلى استمرار حالة تغييب الوعى العام لمدة 24 ساعة، وهى فترة زمنية ليست بالقصيرة أربكت حسابات مؤسسات كثيرة، إلا أن الرد كان قاسيا من المصريين الشرفاء، على الصفحات الوهمية والمزيفة، التى أنشأها أشخاص يتقاضون رواتب شهرية مقابل كتابة «بوستات، وهاشتاجات» تعطى إيحاء بتبنى رأى عام عبر نشر معلومات مغلوطة تثير الفتن وتبث اليأس والإحباط بين أفراد المجتمع.
إذا كانت الجماعة الإرهابية لم يعد لها وجود على الأرض إلا من خلال منصات « السوشيال ميديا» والفضائيات الممولة من تركيا وقطر، فيجب أن تتحرك مؤسسات الدولة سريعا ولا تنتظر رد الفعل، حيث اختفى دور وزارة الشباب والرياضة فى إعداد كتائب إلكترونية تقوم بخلق وعى عام وطنى بين الشباب يفضح مخططات جماعة الإخوان ويحذر من مخاطر السموم التى تبثها الميليشيات الإلكترونية الإخوانية عبر «فيس بوك» وتويتر».
أما وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالى فيجب أن تقوم بدور فعال لتوعية التلاميذ فى المدارس والطلاب بالجامعات بضرورة عدم المشاركة فى ترويج الأكاذيب والشائعات، حتى لا يتحقق هدف الجماعة الإرهابية بالسيطرة على عقول الشباب.
كما يجب ألا تتوقف المؤسسات الإعلامية «القومية والخاصة» عن فضح مؤامرات الجماعة الإرهابية، وتستمر فى تذكير المواطنين بالعمليات الإرهابية التى استهدفت آلاف الشهداء من أبطال الجيش والشرطة، فضلا عن حرق مؤسسات الدولة.
مجلس النواب يقع على عاتقه أيضا مسئولية إصدار تشريع يلزم بملاحقة ومعاقبة مروجى الشائعات التى تحرض على العنف والتطرف وإثارة البلبلة فى المجتمع.