السبت 19 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
انتخابات الصحفيين

انتخابات الصحفيين






ربما هى المرة الأولى من سنوات طويلة التى يتنافس فيها على مقعد النقيب أبناء معسكر واحد أو مدرسة واحدة، ولا يتبارى معسكران مختلفان أو متناقضان، بما يعكس حالة صراع سياسى فى المجتمع تمتد جذوره إلى داخل أسوار النقابة .
من الصعب للغاية أن تتوقع نتيجة منافسات الجمعة – بعد غد -  ليس فقط على مقعد النقيب، إنما أيضا على مقاعد المجلس الستة، ورغم أن الصعوبة هى عنوان الانتخابات الحالية، لكن معانى الصعوبة تختلف من حالة إلى أخرى، فمعانى الصعوبة فى النقيب، تختلف تماما عن مثيلتها فى المجلس .
الصراع على مقاعد العضوية له مواصفاته الخاصة، بعد أن قرر فصيل سياسى خوض المنافسات، ليست على أرضية نقابية مهنية، إنما بخلط متعمد بين ما هو مهنى وما هو سياسى، معتبرا أن انتخابات نقابة الصحفيين تمثل له معركة سياسية مع الدولة المصرية .
هؤلاء المرشحون يمثلون خطرا داهما على النقابة ومستقبلها، لأن نقابة الصحفيين ليست فى صراعا مع الدولة، ولا تسعى لأن تدفع بتيار سياسى ينافس الدولة، ولا هى تمتلك أهدافا أو رؤية سياسية تعتزم تبنيها فى مواجهة الدولة.
الحقيقة أن فرض أجندة سياسية على نقابة ما مسألة ليست جديدة، وإنما لها سوابق عديدة كلها انتهت بنقابات شقيقة إلى الدمار، وما جرى من جماعة الإخوان الإرهابية فى مربع نقابات الطب أو الهندسة أو المحامين، وما انتهت له هذه التجربة من ويلات وخراب على هذه النقابات وأعضائها، مثال على النتائج الخطيرة المترتبة على الدفع بنقابة ما فى آتون الصراعات والخلافات السياسية .
ربما يقول البعض إن ما يطرحه هؤلاء مجرد برنامج نقابى، والحقيقة أن ما يطرحه هؤلاء برنامج سياسى بامتياز، خلط بين النقابى المهنى وبين السياسى الحزبى، لأن مهمة نقابة الصحفيين لا تقف عند حدود حريات الرأى والتعبير وإنما بالأساس هى دفاع عن المصالح وعلاقات عمل متوازنة .
أن تتصل مطالب الدفاع عن الحريات بمطالب علاقات عمل عادلة فهذا أمر مفهوم وطبيعى، إنما أن نرفع شعارات تتعلق بجانب واحد دون الثانى فهى إشارة إلى انحيازات لجوانب فى المهنة دون غيرها، ولا أستطيع أن أفهم غير ذلك أو أصدق ادعاءات البعض وهم يحدثونك عن دورنا فى حماية حريات الرأى والتعبير فى المجتمع .
الأحزاب السياسية هى المعنية بالدفاع عن حقوق المجتمع، ونحن معنيون بالدفاع عن حقوقنا فى النشر، وحقوقنا فى النشر تتعلق أساسا بالحصول على المعلومات ونشرها، وليس أبدا إبداء الرأى السياسى فى قضايا الدولة، فالأخيرة من قضايا الرأى التى يجب أن ينشغل بها المجتمع كله، أما الأولى فمرتبطة بجوهر مهنتين وطبيعة عملنا، ألا وهى نقل وتقديم المعلومة إلى القارئ .
هذا الفهم يمثل أساس المخاوف من تيارات ترفع شعارات تبدو براقة وهى فى حقيقتها تستغل أجواء وبيئة انتخابية لتدفع بالنقابة إلى صراع سياسى لن يحقق لها نفعا، قدر ما يرسخ فى داخلها ويعزز صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل، وهى سلوكيات ليست جديدة على نقابتنا.
لا تندفعوا غدا وراء شعارات حزبية، ولكن اختاروا برامج نقابية مهنية.