الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
.. لا مهنية ولا روح رياضية!

.. لا مهنية ولا روح رياضية!






كان الله فى عون المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذى يرأسه عمنا وأستاذنا الجليل «مكرم محمد أحمد»، وحسنا أن المجلس انتبه إلى خطورة ما يحدث فى البرامج والقنوات الرياضية منذ فترة ولهذا جاء بيانه الأخير ووضع النقط فوق الحروف.
حيث أكد أنه تابع ببالغ القلق التراشق اللفظى والحوارات المتدنية التى تدور فى عدد من البرامج الرياضية فى الوسائل الإعلامية وبدء التحقيق فى وقائع المخالفات التى تضمنتها هذه البرامج والتى تجاوزت حدود الرأى وحقوق النقد!
طبعا هذا الكلام لن ينال رضى أهل الهمبكة  والفهلوة الذين أصبحوا فى يوم وليلة نجوم البرامج الرياضية سواء كانوا لاعبين سابقين أو مدربين سابقين أو حتى مشجع سابق!!
لقد ساهم أغلبهم بقصد أو بدون قصد بوعى أو جهل فى هذا الاحتقان الفظيع بين الأندية وبعضها وبين الأندية وجماهيرها وبين الجماهير والجماهير!
غابت الموضوعية والشفافية والكلمة العاقلة والتحليل الموضوعى وانجرفت الغالبية إلى الصراخ والصوت العالى مع توابل الكلمات الحادة والعبارات المسيئة والمسفة!
وكان من الطبيعى أن يشارك الجمهور فى هذا السيرك عندما تجد مراسل البرنامج الرياضى يستضيف بعد أى مباراة عددا من المشاهدين ويسألهم رأيهم فى الحكام والأداء التحكيمى أو رأيهم فى المدرب، وتكون إجابة هؤلاء مشابهة لما يسمعونه ويشاهدونه فى البرامج الرياضية على لسان أصحابها،تجاوزات وخروج  على النص، وإهانات لا تنتهى!
لماذا يذاع هذا الكلام الفارغ وما قيمته من الأصل؟!
صحيح هناك استثناءات عاقلة وفاهمة وواعية وتقدر خطورة الكلمة وقدسيتها لكنها للأسف تضيع وسط سيرك الفهلوة والتنطيط باسم التحليل الموضوعى وأن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية!
أى رأى وأى ود وأنتم تدمرون المشاعر والانتماءات وتحويل الروح الرياضية من مكسب وخسارة إلى حرب داعش والغبراء الكروية!
ومن هنا أسجل إعجابى وتقديرى بمقال الزميل الأستاذ أشرف محمود وهو أيضا معلق رياضى فى الزميلة الأهرام وعنوان مقاله «الأداء الإعلامى والأوجه المتعددة» الذى قال فى بعض فقراته بشجاعة وصدق: وضح جليا إصرار بعض مقدمى البرامج  على الضرب عرض الحائط بكل القواعد المهنية والسير خلف الإثارة بحثا عن الشهرة وإرضاء الجماهير على حساب الموضوعية ولم تفلح العقوبات التى اتخذت بحق هؤلاء المخالفين للقواعد المهنية فى ردعهم بعدما بات كل واحد منهم يغازل فئة معينة متعصبة لهذا النادى أو ذاك الشخص تشيد به لأنه يتحدث باسمها ويعبر عن مكنون صدرها واختلط الحابل بالنابل فلم يعد أحد يفرق بين كونه مسئولا إداريا أو نجما مشهورا وعليه أن يكون قدوة للنشء وبين أن يكون أحد حشود الجماهير التى تتعامل بالعقل الجمعى وبالتالى تحتاج لمن يوجهها دوما إلى الطريق الصحيح فى التشجيع ويعرفها معنى الانتماء الحقيقى الذى يقوم على حب النادى دون الإساءة لمنافسه!
ومن عجب أن بعض مقدمى البرامج العامة الرياضية من متعددى الأوجه يرتدون بين الحين والآخر أقنعة حسب الدور المطلوب أداؤه على الشاشة ويتبارون فى إتقان تمثيل الدور حتى أنهم يصدقون أنفسهم فما أن تحدث أزمة حتى نجدهم فى طليعة المتحدثين عنها ويفتحون المجال أمام من يشعل فتيلها بتصريحات غير مسئولة ثم إذا ما كان التوجه العام هو الدعوة إلى التهدئة ومحاربة التعصب تجده فى اليوم التالى يتقدم المنادين بالتهدئة ويطلق العنان للسانه لينطق بكل العبارات التى تحث على اللعب النظيف والأخوة بين الرياضيين ويقدم نفسه على أنه راعى الأخلاق الحميدة وأن منبره أول من أطلق المبادرات ضد التعصب والاحتقان ويتناسى أنه نفسه كان أحد أسباب هذا الاحتقان ومن أشعل فتيل الأزمة بإتاحته الفرصة أمام السبابين ليقذفوا الناس بالباطل.
انتهى أهم ما جاء فى مقال أشرف محمود تحية لقلمه الواعى المهموم بأحوال الكرة المصرية بكل عناصرها!