الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» والجرىء الجبار!

«روزاليوسف» والجرىء الجبار!






عقب استقالة «محمود عزمى» من رئاسة تحرير جريدة «روزاليوسف» اليومية فى عشرين ديسمبر سنة 1935، ظلت الجريدة بدون رئيس تحرير نحو أسبوعين.. وكان السؤال الذى يشغل بال أهل السياسة والصحف : من هو رئيس تحرير الجريدة الجديد؟!
كانت السيدة «روزاليوسف» قد استقرت على اختيار «عبدالرحمن فهمى» رئيسًا للتحرير، وقررت أن تقدمه للقراء على صفحات «روزاليوسف» الأسبوعية بتاريخ 13 يناير فى سطور بالغة الحفاوة والتقدير لهذا الرجل الذى يعتبر وبحق بطل ثورة 1919 المجهول.
وتحت عنوان «عبدالرحمن بك فهمى» كتبت قائلة:
«حلم جميل أن يمسك «عبدالرحمن بك فهمى» بالقلم ويعمل كصحفى، وأى حلم للمصرى المخلص أحلى وأجمل من أن يرى ذلك الجندى الوطنى القديم يعود إلى الميدان حاملاً السلاح الوحيد فى هذه الأيام وهو القلم.
لقد نزل الجرىء الجبار إلى ميدان الصحافة واعتلى المنبر وسيطالع الجمهور المصرى كل صباح ما يمليه «عبدالرحمن بك فهمى» من آيات الوطنية المنزهة التى لا يحولها ذات اليمين وذات اليسار ما زعزع الكثير من العقائد.
«عبدالرحمن بك فهمى» الذى صاحب الثورة المصرية الكبرى وكان له فيها نصيب الأسد، هو نفس الجندى الذى يعود الآن وعدته قلم من رصاص!».
ولم تكتف «روزاليوسف» بتلك الكلمات بل عادت فى الأسبوع التالى مباشرة لتخصص غلافها لرسم كاريكاتيرى بتعليق يقول: «تولى حضرة صاحب العزة «عبدالرحمن بك فهمى» إدارة سياسة زميلتنا «روزاليوسف» اليومية.
وتحت هذا السطر جملة تقول:  وعادت صولة الأسد.
أما الرسم نفسه فيصور «عبدالرحمن فهمى» على هيئة أسد وأمامه خصومه على هيئة فئران مذعورة!
وفى أحد الأعداد تكشف مجلة «روزاليوسف» عن حكاية طريقة تخص اسم «عبدالرحمن فهمى» فتقول:
«كثير جدًا من عظمائنا وكبار رجال الدولة والمشهورين كثير منهم لم تكن أسماؤهم الموجودة فى شهادة الميلاد هى تلك التى نطلقها عليهم الآن!
وصاحب السعادة «عبدالرحمن فهمى بك » مدير سياسة الجريدة اليومية هو أحد هؤلاء الذين يحملون اسمًا غير الاسم الذى عرف به منذ ساعة ميلاده والذى كان ينادى به منذ كان طفلا صغيرا يلعب ويعبث بين والديه ولا نقول فى شهادة الميلاد إذ لم تكن هناك شهادات ميلاد فى ذلك العهد ولعل هذا هو السبب فى كثرة تغيير الأسماء!
والواقع أن الكثيرين يدهشون كيف يكون سعادة «عبدالرحمن بك فهمى» هو عم صاحب الدولة «على ماهر باشا» ـ رئيس الوزارة وأشقائه طبعا ثم لا يحمل لقب «ماهر» أسوة ببقية أعضاء الأسرة!
وعندما سأل محرر «روزاليوسف» عبدالرحمن فهمى هذا السؤال صاح بصوته الجهورى: الحقيقة أن اسمى هو «عبدالرحمن ماهر» وليس »عبدالرحمن فهمى» كما هو الآن!
وأطرق سعادة البك كمن يرجع به الخيال إلى ذكريات قديمة جدًا، ذكريات الماضى وأيام الصبا وارتسمت على شفتيه ابتسامة سعيدة ثم رفع رأسه وقال:
كان اسمى عبدالرحمن ماهر منذ ولدت كما قلت، ولكن المدرسة أبت إلا أن تبدل هذا الاسم، وأطلقت علىّ اسم «عبدالرحمن فهمى» وظل هذا الاسم الدخيل ملازمنى ولم أعرف كيف أتخلص منه ولا أنزعه عنى حتى الآن، وهكذا انتهت أيام الدراسة عهد «عبدالرحمن ماهر» وأصبحت منذ ذلك العهد «عبدالرحمن فهمى»!
وللحكاية بقية!