الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثابت بن قرة

ثابت بن قرة






هو ثابت بن قرة بن مروان بن ثابت بن إبراهيم وكنيته أبوالحسن، الرياضي، الطبيب، عالم الطبيعة، الفلكى، الموسيقى، المترجم. وُلد فى حران على نهر البليخ أحد روافد نهر الفرات، تدرب ثابت على أيدى أساتذته بالمسجد الجامع على قراءة النصوص اليونانية والسريانية قراءةً سليمة بلغة واضحة وبرز بين أقرانه وتميز بعقليته الموسوعية فى الفلسفة والرياضيات خاصة وأصبح مدرساً بالمسجد الجامع الكبير وهو فى العشرين من عمره.
غادر ثابت حران الى كفر توتا الى مدينة الرقة وأنشأ بها مدرسة عليا لتعليم الفلك والفلسفة والطب ثم التقى هناك مع محمد بن موسى شاكر الذى كان قائماً على بيت الحكمة ببغداد فأعجب بذكاء ثابت وفصاحته فاصطحبه معه الى بغداد وهناك التقى العالم الكبير الخوارزمى المعروف حيث قدمه الى الخليفة المعتضد. شهد ذلك  العصر نهضة كبيرة فى حركة الترجمة والنقل للعديد من الموسوعات والكتب العلمية القيمة التى كُتبت باللغات اليونانية والسريانية وغيرها الى اللغة العربية وكان ثابت بن قرة أحد كبار المترجمين الذين برزوا فى مجال الترجمة فى القرن التاسع الميلادى وواحداً من أولئك النقلة العظام الذين قادوا حركة الترجمة والنقل وكانوا بمثابة الجسر الذى وصل ما بين الثقافة العربية من جهة والثقافات السريانية واليونانية والعبرية من جهة أخرى.
نبغ ثابت فى عدد كبير من العلوم فقد برع فى الطب والرياضيات والفلك واتقن عددا من اللغات التى يُترجم وينقل منها بمهارة واقتدار فجاءت ترجماته متسمة بالسهولة والوضوح. كما يُعد ثابت أحد الاطباء العرب البارزين وأحد أعلام عصره المعدودين، بل إن تأثيره قد امتد ليصل الى القرون التالية له، فقد ظلت آثاره مرجعاً مهماً لطلاب العلم والباحثين فى أنحاء الدنيا لعدة قرون .
كان ثابت مهتماً بالأمراض الجلدية فى تشخيصها وعلاجها ومستحضرات وأدوية التجميل حيث تحدث عن الأمراض التى تصيب سطح جلد الوجه مثل: الكلف والآثار السوداء وآثار مرض الجدرى كما تحدث عن القروح والبرص والحكة والبهق بنوعيه الأبيض والأسود والسعفة والحزاز وأمراض الشعر وكذلك تحدث عن الهزال والسمنة وذكر اسبابها وآثارها ووسائل علاجها، وتطرق الى أمراض الرأس فذكر أنواع الصداع كما تعرض لأنواع الشقيقة وذكر ما يقوى الرأس وينقى الدماغ من الأدوية والأغذية وأوضح كذلك الأثر الضار للدسم والدهون على صحة الانسان وكانت له خبرة كبيرة فى الأمراض العصبية والعقلية والنفسية واستطاع أن يشخص السكتة والصرع ويفرق بينهما كما وصف التشنج وذكر أسبابه وعلاجه ووصف عدداً من الأمراض النفسية مثل المالنجوليا.
لابن قرة أيضا دراسات وأبحاث فى مجال الأمراض الجنسية وأمراض الذكورة وذكر أسبابها وأوضح أعراضها وعلاجها، كما تناول أمراض النساء والتوليد فتحدث عن اختناق الأرحام وأضرار الطمث وحبسه، واسباب الحمل وانقطاعه وعسر الولادة وكيفية إخراج الجنين الميت والمشيمة واهتم أيضا بطب الأطفال وله آراء قيمة فى الكلام عن زيادة اللبن وقطعه والأمراض التى تصيب الأطفال كالحصبة والجدرى.