الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» تحتفل بعبد الرحمن فهمى بك!

«روزاليوسف» تحتفل بعبد الرحمن فهمى بك!






فى أواخر سنة 1935 خاضت «روزاليوسف» اليومية معركة الدعوة إلى نبذ الخلافات الحزبية والدعوة إلى توحيد الصفوف من أجل إعادة الدستور وإجراء انتخابات حرة، وتم بالفعل تشكيل الجبهة الوطنية لهذا الغرض.
وأفسحت جريدة «روزاليوسف» صفحاتها لكل الأقلام لكنها اصطدمت برأى الأستاذ «عباس محمود العقاد» كاتب جريدتها الأول الذى كان من رأيه «عدم الهوادة مع الجبهة واستمرار الحملة على الوزارة ومطالبتها بالاستقالة وتقول:
«هذا الموقف كله بين الأستاذ «العقاد» وبينى هو الذى دعاه إلى ترك العمل فى جريدتى وكان من رأيى بعد تشكيل الجبهة الوطنية أن تتوقف الحملة الشخصية على «النحاس» ومكرم - زعماء الوفد- ولكن العقاد لم يكن يقرنى على ذلك».
وكان على رأس الداعين إلى توحيد الصفوف وقتها هو الأستاذ «عبدالرحمن فهمى بك» وأشادت بذلك الجهد الوطنى «روزاليوسف»، بل أوضحت للقراء ما يقوم به فى سبيل ذلك، كما روت جانبًا من تاريخه الوطنى، فى مقال عنوانه «عبدالرحمن فهمى بك» يدعو إلى توحيد الصفوف جاء فيه:
«ينهض «عبدالرحمن بك فهمى» فى هذه الأيام العصيبة بالعبء الأكبر من مجهود الدعوة إلى توحيد الصفوف، له فى كل يوم مقابلات مع الزعماء على اختلاف نزاعاتهم، والرجل الذى عرف كيف ينظم تشكيلات الوفد فى سنة 1919، وعرف كيف يواجه السياسة الإنجليزية بجبهة حارت كل الأساليب الجهنمية فى تصديعها حتي نجحت فى مقاطعة لجنة ملنر، والوفد - بزعامة سعد زغلول - فى باريس، وحتى أصبح لمصر رأى عام مكون أحسن تكوين بعد زمن طال فيه تبلبل الآراء وطال فيه النوم وشاخت فيه فوض النزعات!
وليست دعوة عبدالرحمن فهمى إلى توحيد الصفوف بالدعوة الجديدة، ففى سنة 1924 وبعد فشل المفاوضات مع وزارة «ماكدونالد» - رئيس الحكومة البريطانية - سعى لدى الزعيم الخالد - سعد زغلول - بعد عودته من لندن لمقابلة السياسة البريطانية بجبهة وطنية متحدة بعد أن بدت نيات الاستهتار فى أبشع صورها، وقد نجح «عبدالرحمن بك» فى أن يشهد طلائع الدعوة الوطنية المبرأة من كل رغبة فى النزاع!
وتمضى «روزاليوسف» فى مقالها  قائلة: «وعبدالرحمن بك فهمى» يمقت الجعجعة الكاذبة ولا يدين فى النضال السياسى بغير العمل الجدى الصامت، فهو الذى تكفل بتنظيم مقاطعة لجنة «ملنر»، وكان أقوى أصدقائه إيمانًا بالثورة لا ينتظر أن تكون المقاطعة إجماعية، ولا يحلم بأن تكون المقاطعة على الوجه الذى بهر العالم بأسره فى آخر سنة 1919.
وقد تبادلت بين القاهرة وباريس رسائل بهذا الصدد وليس فيها إلا ما يرفع اسم «عبدالرحمن فهمى» إلى الذروة ولكن هذا الرجل الصادق فى وطنيته، اختلف ما اختلف مع أصدقائه السابقين فى سبيل فكرة توحيد الصفوف، ولم تحدثه نفسه وهو يؤذى فى وطنيته بأن ينشر رسالة من تلك الرسائل، وحسبه اطمئنان النفس وراحة الضمير ونقاء الصحيفة التى لا تعلق بها شائبة سوء.
ولقد حكم عليه بالإعدام فى سنة 1920 فكانت عظمة الإيمان تتجلى فى كل كلمة من كلماته، وفى كل موقف من مواقف العزة والكرامة إزاء غطرسة المتغطرسين، وله فى ذلك آيات لا تتسع لها إلا صفحات أخرى من هذه الجريدة فى الأيام المقبلة.
واختتمت «روزاليوسف» مقالها بالقول:
«وكل مصرى يقدر لضحايا الوطن وشهداء الحرية حقهم على الأحياء من أبناء هذه البلاد، يبارك جهود «عبدالرحمن بك فهمى» فى هذه الأيام لضم الصفوف ولضمان التوجيه الوطنى الجدى الذى لا تعبث فيه فرقة ولا تلعب دسائس».
انتهى المقال المهم، وبعد نحو شهر بالضبط من نشره، كان «عبدالرحمن بك فهمى» يتولى رئاسة تحرير جريدة روزاليوسف اليومية.
وللحكاية بقية.