الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معركة الصحافة ضد الاحتلال البريطانى!

معركة الصحافة ضد الاحتلال البريطانى!






لم يكن «عبدالرحمن بك فهمى» عندما تولى رئاسة تحرير جريدة «روزاليوسف اليومية» خلفًا للأستاذ «محمود عزمى «بعيدًا عن الصحافة وأحوالها قارئًا وناقدًا ومتابعًا لموقفها من ثورة سنة 1919 حيث كان فى ذلك الوقت رئيس الجهاز السرى للثورة.
وكان «عبدالرحمن بك فهمى» يبعث لسعد زغلول اثناء وجوده فى باريس بكل ما يحدث فى مصر من أمور سياسية وغير سياسية، ومن بينها موقف الصحافة من الثورة.
ويكتب لسعد زغلول بتاريخ 22 أغسطس سنة 1919: «أمكننا الآن أن نضم الينا ثلاث جرائد وهى جريدة مصر وجريدة وادى النيل وجريدة النظام لتأييد مبدأ الوفد، الهمة مبذولة لضم غيرها».
وبعد فترة يكتب إلى «سعد»: الجرائد تطورت حركتها تطورًا وطنيًا خالصًا، وتطورنا نحن معها فى المعاملة أِيضًا، وأصبحت تأتمر بما نبينه لها مما ينفع الحركة والابتعاد عما يضرها، كنت أصبو كثيرًا إلى هذه النتيجة، وكنت أظن أننى لا أبلغها إلا ببذل آلاف الجنيهات، ولكن ضيق ذات اليد أضطرنى إلى البحث عن طرق أخرى غير طريق المال، ولله الحمد نجحت فيها، أصبحت قابضا تقريبًا على ناصية الصحافة.
وعندما تبدأ سلطة الاحتلال الإنجليزى فى تشديد قبضتها على الصحافة يكتب «عبدالرحمن فهمى» إلى سعد زغلول قائلاً:
«نشط قلم المطبوعات نشاطًا زائدًا فى مراقبة الجرائد والتضييق عليها، فهو يستدعى من وقت إلى آخر أصحاب الجرائد ورؤساء تحريرها ويهددهم بقفل جرائدهم إن لم يعتدلوا فى لهجتهم ولا يتعرضوا للسلطان والوزراء والحالة العامة، وأصدرت السلطة العسكرية أمرها باقفال جريدة مصر وأظن أن مقالات سينوت بك حنا «من أكبر الأسباب فى هذا العمل».
وفى 18 ديسمبر من نفس العام يكتب تقريرًا مفصلا لسعد زغلول يقول فيه: «لقد ساء السلطة والحكومة أن يتجلى شعور الشعب على صفحات الجرائد المصرية فأصدرت إدارة المطبوعات فى 18 ديسمبر بلاغًا وزعته على الصحف بعنوان «تنبيه على حضرات أصحاب الصحف أن يحذروا كل الحذر من نشر ما من شأنه إثارة الجمهور وهو:
- نشر الاحتجاجات السياسية الموجهة إلى السلطات أو اللجنة البريطانية ما لم يصادق عليها الرقيب.
- كل خبر أو طعن من شأنه إثارة شعور العامة ضد الحكومتين البريطانية والمصرية أو من يمثلهما.
على جميع رجال الصحافة أن يعملوا بهذه التعاليم من حيث مبناها ومعناها ونشير عليهم مراعاة لمصلحة العامة ومصلحتهم الخاصة أيضا أن يعرضوا على جناب رئيس المراقبة بإدارة المطبوعات المواد التى يرتابون فى كيفية تأثيرها قبل نشرها».
ويستمر تضييق السلطات الإنجليزية على الصحافة وفرض الرقابة عليها ويجتمع رئيس مراقبة المطبوعات «الكولونيل سيمز» بمديرى الصحف ووزع عليهم نسخة التعليمات الجديدة التى يتحتم على الصحف مراعاتها وتجنب نشر كل المواد الصحفية التى من شأنها أن تهيج الرأى العام وتضر بالحكم النظامى فى مصر.
ويقول عبدالرحمن فهمى إن مديرى الصحف احتجوا على تقرير هذه الرقابة فى هذا الوقت الذى أطلقت فيه جميع صحف العالم من القيود الاستثنائية.
وقامت جريدة الوقائع الرسمية بنشر هذا الإعلان، وفى يوم 5 مارس 1920 اجتمع أكثر من مديرى الصحف العربية وتباحثوا مليًا فى القرار الصادر بإعادة الرقابة على الصحف ثم قرروا احتجاب الصحف العربية ثلاثة أيام متوالية ابتداء من يوم 6 مارس سنة 1920.
وقد نفذ الصحفيون فعلا قرارهم فلم يظهر فى تلك الأيام الثلاثة من الصحف إلا بعض الوريقات الساقطة وهى قليلة جدًا.
ويكتب أيضًا: «أرسلت أمس خمسة عشر طردًا داخل كل طرد منها 39 نسخة من ترجمة مقالات الأهرام التى كان يعنونها بهذا العنوان «تعالوا إلى كلمة سواء» حيث رؤى هنا أنها لا تخلو من فائدة كبيرة وسنواصل إرسال ما بقى منها».
وللحكاية بقية!