الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجزيرة.. وما خفى كان أعظم وأخطر!

الجزيرة.. وما خفى كان أعظم وأخطر!






لن ينتهى الكلام عن قناة الجزيرة فقد انكشفت تماما وسقطت عنها ورقة التوت التى كانت تسترها، واستطاعت بها أن تتلاعب بالعقول والمشاعر بكل ما تبثه من مواد سواء نشرات الأخبار أو برامجها الزاعقة أو أفلامها الوثائقية والتسجيلية!!
وكان لابد أن تمضى سنوات حتى يكتشف المشاهد العربى الدور التخريبى والتدميرى الذى لعبته الجزيرة منذ أول يوم بدأت فيه البث، ونسى أو تناسى المشاهد العربى تلك الحقيقة المؤسفة!
وتحت شعارها المزيف «الرأى والرأى الآخر»، احتضنت تجار المعارضة فى كل مكان وأصبحت بوقاً لهم ومنحتهم الساعات لمهاجمة بلدانهم وعرضت بتوسع أى مشكلة فى تلك البلدان ولم تقترب الجزيزة مرة واحدة من السماح للمعارضة القطرية بالظهور على شاشاتها أو حتى تناقش مشاكل هؤلاء سواء سياسية أو اجتماعية!
والجزيرة التى تهاجم الأنظمة الاستبدادية أو الانقلابات لم ولن تتعرض للانقلاب داخل الأسرة الحاكمة القطرية نفسها، فالأمير الحالى جاء نتيجة انقلاب صامت ضد والده والوالد بدوره سبق له أن استولى على الحكم من والده عام 1996 ويرى البعض أن ظهور الجزيرة لم يكن ناتجا من مخاوف إقليمية فقط بل جاء نتيجة مخاوف داخلية خصوصا بعد انقلاب 1996 وما خفى كان أعظم!!
وفى كتاب «حروب كلامية» الإعلام والسياسة فى العالم العربى للأستاذ مأمون فندى صدر عام 2008 يكشف الكثير من المسكوت عنه عن الجزيرة والأسرة القطرية الحاكمة فيقول:
جاء تأسيس القناة فى فبراير 1996 بموجب مرسوم أميرى قطرى كتعزيز لنظام انقلاب مهزوز فالنظام القطرى الجديد بقيادة الشيخين «حمد بن خليفة» والد الأمير الحالى تميم - وحمد بن جاسم آل ثانى كان عليه مآخذ عروبية وإسلامية وكان على الجزيرة رتق هذه الخروق!
وقدمت الجزيرة إلى مشاهديها العرب التحليل السياسى على الطريقة المثيرة من خلال برامج مثل الاتجاه المعاكس وأكثر من رأى وكليهما مستوحى من برامج أمريكية مثل نيران متقاطعة والذين صفقوا للجزيرة تجاهلوا القائمة السوداء الطويلة التى وضعتها الجزيرة بأسماء المفكرين العرب الليبراليين أو المستقلين الذين لا يؤيدون القضايا الاسلامية أو القومية العربية ولا يلتزمون بالخط الرسمى القطرى، فللجزيرة معلقوها ومحللوها المحددون وهى لا تستضيف للتعليق أو التحليل أى مفكر له رأى مخالف!
وأحيانا تعرف الجزيرة ضيوفها للمشاهدين بشكل مضلل فهناك حالة الدكتور عزمى بشارة فتقدمه بمسمى مفكر قومى عربى ولا تنطق بكلمة واحدة حول إنه مواطن إسرائيلى وعضو كنيست أيضا!!
وعن البرامج التى تبثها الجزيرة وتعتمد على الاتصالات الهاتفية للمشاهدين يقول مأمون فندى أن الاتصالات الواردة إلى الجزيرة هى فى حقيقة الأمر اتصالات صادرة من القناة وأنا أعلم انطلاقا من تجربتى وأيضا من المقابلات التى أجريتها مع أشخاص عدة شاركوا فى برامج الجزيرة أن الطريقة التى تعتمدها القناة فى برنامج الاتصالات الواردة تتمثل باتصالها هى بالمشاركين بمعنى آخريحدد معد البرنامج عددًا من الناشطين ويتصل بهم ثم يجعلهم يتحدثون على الهواء كما لو أن المخابرة الهاتفية هى اتصال عفوى من مشاهد متحمس ولا يتم التدخل لتصحيح ما يقوله المتصلون إلا إذا انحرفوا عن السيناريو المتفق عليه!!
وما خفى كان  أعظم فى كتاب د.مأمون فندى!!