
رشدي أباظة
القرآن بصوت مصر!
تلقى النبى محمد صلى الله عليه وسلم القرآن فى مكة.. وجمعه الخليفة عثمان بن عفان
فى المدينة.. وحفظه الرئيس جمال عبدالناصر فى القاهرة.
نزل القرآن فى مكة لكنه قرئ فى مصر.
لم يعرف العالم القرآن إلا من الرسول محمد والرئيس عبدالناصر.
حفظ «الصحابة» فى مكة والمدينة القرآن.. فيما نشرت دولة التلاوة المصرية «القرآن» فى العالم كله إلى أن تقوم الساعة.
مات الصحابة رضوان الله عليهم.. تولى الله جل جلاله حفظ قرآنه عبر قراء مصر!
بلسان مصرى مبين تحولت «التلاوة المصرية» إلى فن إنسانى ومتعة روحية.
بلسان مصرى مبين انتقل «النص» من صحيفته المحفوظة إلى «القلوب الحافظة»!
استقبال المصريين للنص القرآنى ليس كمثله استقبال.
تلقى شعب فنان الهوى لنص إلهى لم يفرط فى شىء فتعامل معه المصريون دون التفريط فى أى شىء من فنون الإلقاء والتجسيد والمحاكاة.
عندما تسمع قيثارة السماء عبدالباسط عبدالصمد تجد نفسك أمام ظاهرة فريدة وكأنما ضوء مسموع قد أحاط بك فى حالة نورانية يجسدها الصوت المصرى لتسيطر عليك حالة من الحصار بأبعادها الثلاثية.. فتسمع وترى وتشعر بالمعانى فى آن واحد محلقا فى رحاب القبس النورانى المرسل من الوحى ليخلق حالة الإيحاء عبر حناجر المصريين.
هنا فى مصر.. فى أقاصى الصعيد.. وفى ربوع الوجه البحرى .. فى القاهرة.. من رحاب مسجد السيدة زينب إلى ساحة مسجد الحسين مرورا بالجامع الأزهر لطالما صدحت أصوات القراء المصريين.. جرت على ألسنتهم آيات الذكر الحكيم فبلغت الحناجر القلوب!
هنا حيث التلاوة العذبة بصوت مولانا الشيخ محمد عبدالعزيز حصان اتصالا بصاحب المقامات الفنية القرآنية مصطفى إسماعيل إلى الصوت الندى سيدى محمود خليل الحصرى، إلى خشوع القرآن الباكى فضيلة مولانا محمود صديق المنشاوى.
لقد تجلى الله جل جلاله فينا تجلى على مصر بأن جعل القرآن الكريم مصريا بامتياز!