
احمد رفعت
السيسى ورحلة الـ120 ساعة عمل!
أكثر من عشرين ألف كيلو متر ذهابا انطلاقا من القاهرة إلى المحطة الأولى إلى كوناكرى عاصمة غينيا وحتى العودة من داكار بالسنغال تستغرق فى المتوسط ما يقترب من ثلاثين ساعة طيران انتقل فيها الرئيس السيسى بين أربع دول وضع فيها العلاقات مع الولايات المتحدة فى اطارها الصحيح أو اعاد تأكيده.. بينما اعاد الحرارة إلى ثلاثة دول إفريقية مهمة ساهمت مصر بدرجة أو بأخرى فى حصولها على استقلالها ثم لعبت دورا أساسيا فى تثبيت أركانها ودعم استقرارها ثم فى تنميتها والتغلب على مشاكلها وكل دواعى عدم الاستقرار السياسى بها.. ثم تراجع الدور المصرى طويلا وغاب عن المشهد القادة الأوائل فزاد التراجع والآن يعيد السيسى بعث العلاقات من جديد لتصل إلى أقصى درجات تحقيق الآمال فى علاقات جيدة تخدم مصالح الجميع..
استقبال حافل فى كوناكرى أبرز أهمية مصر عند الأشقاء هناك.. وتكريم مستحق لجمال عبدالناصر على سيرته ومسيرته وما قدم.. ومن يتذكرون عبدالناصر وما قدمه لبلادهم لا يكرمون غيره إلا أن رأوا أنه يستحق التكريم ومن هنا نتأكد أن الرئيس السيسى قدم لغينيا ما رأوه يعيد العلاقات لحيويتها ويعيد دور مصر إلى مستواه الطبيعى.
وفى كوت دى فوار كما فى السنغال..شعوب ودول تتطلع ـ فعليا وليس على سبيل صك المصطلحات السياسية للتواجد المصرى وتنشيط للذاكرة وفيها بيننا وبين هذه البلاد الكثير.. الدول الثلاثة استقلت فى أعوام 1958 و1960 لكوت دى فوار والسنغال والدول الثلاثة كانت تحت الاستعمار الفرنسى الممتد إلى الجزائر الممتد بالضرورة للعدوان الثلاثى فى حرب 56 والذى يؤكد تشابكات العلاقات الدولية والذى يؤكد أيضا أن معركة مصر فى 56 كان أحد أسبابها الدور المصرى فى إفريقيا والعكس صحيح.. فالدور المصرى استمر وواحد من أسبابه استكمال المعركة لطرد المستعمر الذى جاء غازيا فى بورسعيد!
اضعنا السنوات الماضية حصاد الستينيات لذا تحمل الرئيس السيسى اعادة العلاقات إلى سيرتها الأولى أولا ثم جنى الثمار وفى إفريقيا الثمار كثيرة ويبدو جليا أن الرئيس لا تغيب عيناه عن إفريقيا ساعة واحدة.. هكذا يقول الواقع وهكذا تقول إحصائيات زيارة الرئيس لدول العالم واكثر من ثلثها إفريقيا.. أما زيارات المسئولين الأفارقة للقاهرة فلها إحصائية أخرى كبيرة ومدهشة وكلتاهما تقول: استرجاع إفريقيا قرار اتخذناه وقضى الأمر!